مؤخرا اطلعت على نتائج سلسلة من دراسات نشرتها أحد المجلات العلمية المتخصصة بعلم النفس أن نتائج الفضفضة عن أمور شخصية وعميقة مع غرباء غالبا ما تكون أنجح من الفضفضة لأشخاص مقربين. فعلى الرغم من أن المشاركين في الدراسة توقعوا خلاف ذلك في البداية، إلا أنهم أقروا بارتياح أكبر وقدرة على التعبير أفضل مع الغرباء مقارنة بأصدقائهم أو أفراد عائلاتهم. 

  فأنا شخصيا، لم أستغرب من نتيجة هذه الدراسة لأنني لطالما شعرت بارتياح أكبر عند الفضفضة أو الأحاديث العميقة مع أصدقائي الإلكترونيين الذين لم ألتق بهم أبدا ولم تمر فترة طويلة على صداقتي بهم. فأجد نفسي أكثر صراحة معهم فلا أخشى على صورتي أمامهم ولا أخشى أن يتم إطلاق الأحكام علي. فالإنسان يميل بطبيعته إلى تجميل صورته أمام من يلتقي بهم بشكل دائم أو من يكن لهم المشاعر. 

  وأذكر أيضا بعض المرات التي فضفضت بها لأناس كانت المرة الأولى التي ألتقيهم، فاستطعت الغوص معهم في تفاصيل للمرة الأولى وفهمت نفسي أكثر من خلالهم. فلم آخذ ملاحظاتهم بشكل شخصي وكنت سعيدة بحصولي على آراء موضوعية وصادقة. فمن لا تربطنا بهم صلة سابقة ليسوا مضطرين إلى المجاملة وسيكونون أكثر صراحة أيضا وبهذا نستطيع الاستفادة منهم. 

 فالفضفضة هي طريقة صحية للتنفيس عن المشاعر السلبية وكثيرا ما تصغر المشكلة بعيننا بعد أن نخبرها لأحد ما، ولكنني قد نتردد لأننا لا نريد أن نشغل بال أحبائنا بهمومنا. وبما أن الغرباء لن يتأثروا عاطفيا كما سيفعل من هم أقرب، هذا يساعدنا على التنفيس عن حزننا بحرية دون أن نشعر بالذنب. 

فأنا بالطبع أفضفض للأصدقاء والعائلة، ولكنني أرتاح أكثر مع الغرباء وأجد نتائج التجربة تلك منطقية. فماذا عنكم؟ لمن تفضلون الفضفضة ولماذا؟