كم مرت وضعت رأسك بين يديك، وأسرعت لتناول أقراص من المسكنات؟ لقد فعلنا جميعا أمور خارج المألوف، نستيقظ في منتصف الليل، نفتش في بريدنا الالكتروني وفي رسائل الواتس وغيرها. بل قمنا بالاتصال على شخص ما لنستفسر منه عن أشياء حجبت عنا النوم، وأغرقتنا في الأرق!

جدول مزدحم بالمواعيد المتداخلة فيما بينها، وعقلنا يبحث عن مخرج ونحن نهرع من هنا لهناك، بالكاد نلتقط أنفاسنا! هل فكرت كيف يعمل الدماغ وأمامك أكثر من مشروع في العمل الحر يجب تسليمهم في وقت واحد؟

 تقول  ماريسا مينشولا ، دكتوراه ، أخصائية علم النفس العصبي"إن الإفراط في التفكير يجعل الأمور تبدو أكبر ، أو أكثر أهمية ، أو أكثر تعقيدًا مما هي عليه بالفعل". "نحن نهدر الوقت والطاقة ولا نتخذ قرارات أفضل أو نحل المشكلات بشكل أفضل."

انتبه لهذه العلامات التي تدل على أنك قد تفرط في التفكير. هل هذا التفكير يستغرق مساحة ذهنية أكبر من المعتاد؟ هل ننتبه لأهمية صحتنا العقلية وارتباطها بالمجهود البدني والقلق والتعب وتزاحم المشكلات والمواعيد في فترة واحدة خارج المعقول؟

أليس هذا الارهاق يرهق قدرتنا على اتخاذ القرارات السليمة والموزونة؟ كم مرة ندمنا على اتخاذ قرار ونحن في ذروة التعب الذهني والارهاق البدني؟ وكم مرة حاولنا ادارة الاجهاد الذي نعاني منه جرّاء التفكير المفرط؟

لعل من أسوأ الأمور أن يطلب منا اتخاذ قرار تبني عليه كثير من الأمور اللاحقة! سنتساءل بعمق هل هذا القرار مهم وهل هو عاجل؟ الأسوأ حين تغيب عنا المعلومات ونبدأ في البحث عنا أو رسم خارطة الاحتمالات!

دعونا الان نتناقش في أجواء هادئة: من منا لم يعاني من الإرهاق العقلي بعد يوم طويل من العمل؟ وهل بالفعل التفكير المفرط وسيلة لارهاق الدماغ ام تنشيطه؟ وهل تتعب أدمغتنا مثلما تتعب عضلاتنا؟ وكيف نتعامل مع أدمغتنا ونحميها من الارهاق؟