في مستشفيات بعض الدول ، يلجأ الاطباء الى قتل مرضى، يعانون من مرض غير قابل للعلاج او مرض يجعل المريض يتعذب طوال الوقت . وقتلهم لهم بهدف التخفيف من عذابهم المستمر وإراحتهم منه.
فما رايكم بهذه التقنية ؟ هل انتم موافقون ام معارضون لها ؟
يتم القتل الرحيم إما بالقتل المباشر بالحقن المميتة أو فقط بعدم تقديم المساعدة الطبية ونزع الأجهزة...ويتم القتل برغبة من المريض نفسه أو أسرته إن كان في حالة فقدان للوعي, أو بقرار طبي في حال لم تكن له أسرة وكان فاقدا للوعي وميؤوسا من حالته..لا يتم قتل أحد دون رغبته الخاصة كما قد يعتقد البعض!
كما أن هناك تنوعا في الحالات التي يتم فيها القتل الرحيم:
-حالات يكون فيها المريض في حالة احتضار فعلا ولا يتبقى له إلا أياما معدودات أو أسابيع قبل توديعه الحياة ويكون يعاني من آلام مبرحة, كمرضى السرطان الميؤوس من حالتهم والذين انتشر السرطان بكامل جسدهم...بالنسبة لي في هذه الحالات تدخل القتل الرحيم غير مبرر إذ أن العلم تطور ويمكن إمداد المريض بمجموعة من المواد المخدرة أو حتى إدخاله في غيبوبة مصطنعة كي لا يشعر بالألم إلى حين وفاته.
-الحالات المشابهة للحالة السابقة وهي للأشخاص الذين دخلوا في حالة غيبوبة لسنوات عدة, فيتم نزع الأجهزة الطبية عنهم مما يؤدي لوفاتهم...وبالنسبة لي أن حياة الإنسان قيمة ولا يمكن اتخاذ قرارات كهذه وكأنه صرصور, فكثر استيقظوا من غيبوبة دامت لأزيد من عشر سنوات, سيكون التصرف مبررا فقط في حالة ما إذا كان الشخص يشغر سريرا وجهدا وموارد كان يمكن منحها لمرضى آخرين حالتهم قد تتحسن, كما حصل مؤخرا بسبب فيروس كورونا.
-من بين الحالات الجديدة التي قرأت عنها هو حالة فتاة مراهقة هولندية كانت تعاني من اكتئاب حاد توقفت إثره عن تناول الطعام, فكانوا يطعمونها بالمستشفى رغما عنها, فطلبت الموت الرحيم بالامتناع عن إطعامها, فوافقوا بعد موافقة والديها, وهذه بالنسبة لي أسوء حالات القتل الرحيم التي قرأت عنها, لأن الفتاة كانت مراهقة وكانت الحياة أمامها وكان من الممكن أن تُشفى من اكتئابها, فمن الطبيعي أن يطلب المكتئب الموت, فلمصاب الاكتئاب الحاد أفكار انتحارية طول الوقت, خصوصا أنها كانت كاتبة وكانت لها طموحات.
-بعض الحالات لا تكون في حالة احتضار بل معاناة جسدية مزمنة دامت لسنوات ولا أمل لشفائها كالشلل التام أو مرض مزمن بآلام مبرحة معيق بشكل كلي للحياة, هذه حالات يمكن تفهم أصحابها إن رغبوا بإنهاء حياتهم إذ أنهم تماما كالأشخاص الذين يقررون الانتحار لتحول حياتهم لجحيم, الفرق الوحيد أنهم عاجزين عن فعل ذلك بأنفسهم, ومن الصعب إقناع أصحابها بالاستمرار بالحياة خصوصا إن لم يكن لهم أي وازع ديني أو معتقدات تجعلهم يصبرون على ما هم فيه إلى حين وفاتهم كالمجتمع الأوروبي, لذا بالنسبة لي في هذه الحالات مبررة من الناحية الإنسانية ولكنني كمسلم أرفضها ولا يمكنني إقناع غير المسلم برأيي هنا لأنه بحاجة للإيمان بالحياة الأخرى.
موت الرحمة هو قتل للنفس التي حرم الله قتلها، لا فرق بينه وبين جريمة القتل
وقتلهم لهم بهدف التخفيف من عذابهم المستمر وإراحتهم منه.
ليس مبررًا للقتل، إن من أمرضه قادر على شفائه، وإن لم يكن له علاج محتمل فلا ينبغي له السعي وراء أمر محرم في كل الأديان السماوية.. وإلا فإن كل من يصيبه الضرر يقوم بتخفيف عذاب ذلك الضرر ونتحول إلى كائنات أخرى لا تعلم شيء عن الإنسانية.
بغض النظر عن معتقداتنا الشخصية، لا يمكنني الجزم بصحة شيء أو غيره من خلال نظرتي الشخصية، حيث أنني أرى أن هذا إغفال لحق الإنسان في اتخاذ قراره. ما أعنيه بهذا الأمر هو أنني في هذه الحالة بالتأكيد سوف ألتزم أخلاقيًا بالحفاظ على الروح البشرية والنفس مهما كان الثمن. لكن لا أريد أن أتخذ قرارًا أو أدلي برأيٍ في حالة شخص آخر. أتمنّى فقط الشفاء له والراحة، ولا أرى نفسي في المكانة التي أستطيع من خلالها تكوين رأي في موقفٍ كهذا. أتمنّى ألّا يقع أيٍّ منّا فيه.
حق الحياة للجميع ولا يجوز لاحد سواء طبيب او حتى المريض نفسه نزع هذه الحياة ربما هذه المعاناة تكون بمثابة باب للمريض يدخل به الجنة او حتى لتعويضه خيرا في الايام القادمة ويجب الحفاظ على الجنس البشري من اي ممارسات غير مشروعة تودي بحياته حتى ان البيئة الصحية يجب ان تقف ضد هذا القرار وتشجع وتدعم المرضى على عدم الاستسلام فنحن كمجتمعات بشرية بحاجة لهم وإن سقموا.
لذا انا ضد هذه التقنية
التعليقات