شغلتنا الحياة ،
من منا لم تسحبه الدنيا داخل دوامتها ،
شغلتنا بأهلها .. ناسها .. متاعبها .. زينتها الصارخة ..
ضجتها العاليه المسموعه ،
حتى سدت الأذن عما يجب سماعه ،
لاصدقك القول لا أعرف ماذا أفعل .. ماذا أقول ،
ولكن عندما قرأت تلك الكلمات ، خاطبت ووقعت بقلبى ، كأنها رساله لى منه ، بعثها خصيصاً لى .
تلك كلمات عندما تقرأها ، تشعر أنك تستيقظ من جديد .
هل تعلم تلك اللحظه التى تشعر بها ،
عندما تسمع بموت أحد كنت تعرفه ، أو مر بجانبك وتوقف لتتحدث معه قليلا وذهب ، ولم تكن تعلم أنك لن تراه ثانيه ،
أو تلك اللحظه عندما تحضر جنازة أحد أقاربك أو معارفك ،
شخص تواجد بقربك فترة طويلة من حياتك ،
نعم تلك اللحظه التى تشعر انك تستفيق فيها ، لتدرك حقيقة تلك الحياة التى تعيشها ، حقيقة تلك الدنيا ،
تستفيق لدقائق معدودة على حقيقة أنها دار اختبار من اجل الله
الذى خلقها لحكم كثيرة عنده ،
تعلم البعض منها والباقي عندة فى علم الغيب ،
تكون هنا الصدمه من لحظات إدراكك رغم علمك ،
ولكن لماذا لم يقع صداها هكذا على مسامعك من قبل ؟
لماذا تغافلت عن تلك الحقيقة ؟
لماذا تغافلت عنها رغم أنها الشئ الوحيد الحق في عالمنا هذا ؟
حتى ينفض كل شئ ، وتعود مرة أخرى لغفلتك و نسيانك .
حتى أنك لا تعلم متى ستستفيق مرة أخرى ،
هل مع موت شخص آخر ؟
أتعلم مثلما تسمع آيه و تقرأها كثيراً ، ولكن هناك تلك اللحظه التى تشعر انها لامست شئ ما بداخلك ، كأنها تخاطب حاله تعايشها ،
لحظات حزن ، لحظات فرح ،
تسمعها تلك اللحظه ، لتدرك أنها تخاطبك أنت ،
هنا أيضاً تشعر أنك تستيقظ لدقائق معدودة ، فتحسب عدد مرات
ادراكك و استيقاظك ،
فكم كنت غارقاً منكبا على نفسك التائهة !
أم تلك اللحظه التى تقع فيها مريضا ليس لك حول ولاقوة ،
تشعر بالخوف والألم وقد توقف كل شيء من حولك ، لايستطيع أن ينقذك أحد ،
ولا دواء ، تقع رحيم فراشك ، لا ملجأ لك سوى الله ،
لتسيقظ مرة أخرى في لحظات الضعف تلك ،
وتدرك حقيقه هذا الجسد الهزيل ،
وكم أنك ليس لك أحد غيرة هو وحدة ،
كم غفلت عن وجودة .. حقيقته .. عالمه .. الذى خلقه من اجلك ؟
كم طمست غشاوة الدنيا عيناك ؟
رغم أنك أتيتها من أجله ولكنك بها نسيته .
أو تلك الأوقات المهدره من ساعات حياتك الكثيره فى تصفح الانترنت ، عندما تقف عند ذلك المنشور ،
لتقرأ كلماته التى تؤثر فى قلبك ، فينبض بالحياة بعد موت طويل ، لتعود وتتذكر مرة أخرى حقيقه الوجود المطلقه ،
إلى متى ستستمر تلك الفيقه ، لتتمنى ان تستمر طويلا و أبدا ،
حتى تلملم شتات نفسك وتعود ،
أم ستخذله من جديد وتعود لحالك القديمه .
هل وقعت بحادث من قبل ؟
أم كنت شاهد على أحداثها ،
أم أنقذتك العنايه الالهيه .. لتتواجد وقتها بمكان آخر ،
ماذا شعرت حينها ؟
هل شعرت حينها أن الموت قريب جدا ؟
وأن كل شئ فاني بهذا العالم ،
هل أدركت فى تلك اللحظه ، أنه عالم لا يستدعى كل تلك التضحيات من أجله ، ولا كل ذلك التسابق ،
لمن يربح الأكثر .. مبيعا .. شعبية ، تنافس ، زحام شديد
غير مطلوب .. لمن يعلم حقيقة الوجود .
أم عندما تمر ببعض لحظات اليأس ،
لتسقط الاقنعه و يهون كل شيء أمام عيناك ،
فلا يوجد لأى شئ قيمه بدون الله ،
تلك كانت ومازالت أصل الحقيقة المطلقة .
أو عند تلك اللحظه التى تصتدم فيها .. مع قصص هؤلاء البشر الذين هزمتهم الحياة ،
ليعانوا بحياة مليئه بالفقر فى كل شئ ،
هنا تستيقظ مجددا لتدرك ،
كم النعم التي انهالت عليك من الرحمن .
أو عند تلك الظروف التى وضعت فيها ، لتزور مشفى ما ،
فترى بعينك ما لا كنت تعلم عنه ، ولم تراه من قبل ،
لتصتدم من جديد على ذلك الواقع ،
واقع وحقيقة عالمك .. الذى تعيش فيه ،
واقع يجبرك على الاستيقاظ للحظات من جديد ،
لحظات تقع بقوة داخل نفسك .. ترج أركانك بشدة ،
والعديد والعديد من تلك اللحظات التى تستفيق عليها .
تتسائل !
كم عدد المرات .. اللحظات .. المواقف التي مررت بها ،
شعرت فيها انك تستيقظ على حقيقة هذا العالم التى تعلمها ولم تكن تدركها أو تعطى بالا لها ؟
التعليقات