من خلال مشاهداتي للرحلات المدرسية التي تأتي لزيارتنا في المتحف بين الفينة والأخرى, كان دائماً ما يلفتني تفاعل الطلاب وحماسهم مع شرح المرشد المتحفي لبعض القطع النادرة داخل المتحف, واسالتهم ...
لقراءة كامل المقال :
أتذكر أني كنت لا أفوت رحلة واحدة بطفولتي، وكان لابد من برنامج أي رحلة بأي بلد هي زيارة المتاحف المختلفة بها، لكن وقتها لم يكن متوفر مرشد سياحي بـأي منهم وبالتالي إما نشاهد ونتابع وحدنا وبالتالي لن نفهم القصة أو التاريخ وراء المتحف، أو يتحدث المدرس المرافق للرحلة وغالبا ليس لديه معلومات كافية، وهذا كان يجعلنا لا نستمتع بزيارة هذه الأماكن.
مهم جدا أن تعرف قصة كل مكان تزوره هذا يجعلك تندمج معه اكثر وترى تفاصيل لم تكن تراها بهذه الزاوية إلا بعد معرفة الحكاية.
ومن أشهر هذه الأمثلة المرشدة واليوتيوبرز بسنت نور الدين ومن خلالها استطعت معرفة العديد من الأمور وقصص العديد من المناطق الأثرية.
مبادرة جيدة من إدارة المدرسة ، للأسف قلما نجد ما قامت به إدارة هذه المدرسة .
للأسف لم أحصل على زيارة أي متحف في بلدي ، فمدارسنا لا تشجع على ذلك ، ربما لأن المتاحف
قليلة جدًا ، حتى القليلة منها قد ترى أن القليل يذهب لزيارة .
أعتقد أيضًا أن الأمر يعتمد على الدولة نفسها ، ربما دولة توجد متاحف مرموقة وأخرى لا توجد به سوىأنه يقال عنها متاحف .
سابقًا كان أجدادنا يذهبون من مدينة إلى مدينة أخرى لزيارة المتاحف والأماكن الأثرية والتزود بالمعرفة ، ولكن مع سياسات الإغلاق ووضع الحواجز بين المدن ، فمن الصعب التنقل بين المدن لزيارة الأماكن الأثرية .
فكرة رائعة، وإستراتيجية مميزة للتعلم!
لقد ذكرتني يا حسان بتلك الرحلات التي إعتزلتها مبكرا، والسبب أنني كنت أراها مملة وسخيفة فعلا!
الرحلات إلى المتاحف والأماكن الأثرية، كانت تتكرر كل عام، وربما في العام الواحد أكثر من مرة، ولكن ما الذي قد يكون جاذبا لأطفال في الإبتدائية لمثل هذه الأماكن، وخاصة أنهم في الأساس تم تهيأتهم نفسيا أنهم في رحلة للترفيه، ولكن الأمر كان يتم بصورة بشعة!!
نسير في طوابير متراصة، نتبع المشرف المسؤول عنا، لا كلام بصوت مرتفع، لا طعام ولا شراب، ومجبورون على أن نستمع للمرشد الذي لا يعيرنا إهتماما أصلا، فهو ربما يشعر بالملل من تكرار ما يقول!
وبطبيعة الحال نحن خرجنا للعب، نريد الإنطلاق والمرح مع أصدقائنا!
أعتقد أن مثل هؤلاء الأطفال سيهتمون بالتاريخ ودراسته حقا، وربما شجعهم ذلك على الإطلاع والإستزادة بعد عودتهم من رحلاتهم.
هل تذكر صديقي أحمد @Ahmeed_Alii نقاشاتنا حول أهمية التاريخ وطرق غرس أهميته في نفوس أطفالنا، ما رأيك في هذه التجربة؟!
بحكم عملك يا حسان، كيف ترى إقبال الطلاب على تكرار التجربة، هل لاحظت مثلا أن هناك فوج مدرسي معين أو طلاب منفردين قاموا بتكرار الزيارة في أوقات متقاربة؟
فعلا اخي محمد، مثل هذه الزيارات يقع عاتق تحبيبها للاطفال على المدرسة والاسرة والمتحف، فهذا الثلاثي هو المحور الاساسي في نجاح الرحلات واستنباط الفائدة المرجوة منها لتعزيز ثقافة الانتماء واثراء المعرفة بتاريخ الاباء والاجداد.
واجابة لتساؤلك فمن خلال عملي شاهدت بعض الجهات التعليمية قد امتازت في رحلات طلابها بالاساليب المشوقة وتكرار الزيارة، بل أكثر من ذلك فقد كنت اتفاجأ ببعض الطلاب قد اتوا باهاليهم للمتحف بعد ان تعرفوا عليه من خلال الرحلات المدرسية، وهنا تستطيع القول ان الاهداف التي وضعها المتحف قد اتت ثمارها.
وهل لازلت هذه الرحلات قائمة مع وجود الجائحة الحالية، أعتقد أن هذا متوقف في مصر، اللهم إلا ما حدث مؤخرا بعد حدث نقل المومياوات الملكية، ولكن سرعان ما توقف الأمر، خاصة أنه لا يوجد حضور أصلا لا بالمدارس ولا بالجامعات!
هل الأمر ذاته حاصل لديكم، أثناء قراءتي لمساهمتك شعرت أن هذا قد تم منذ أيام قلائل؟!
كنت أفكر يا حسان، ألا يمكننا أن نطور من تجربة زيارة المتاحف ونستفيد من الإمكانيات التكنولوجية الحالية؟!
فبدلا من أن أذهب أنا إلى المتحف، لماذا لا يأتي المتحف إلىّ؟!
ماذا لو تم تدريب المرشدون السياحيون على بعض المهارات التقنية البسيطة، وتمت الزيارات بشكل إفتراضي، حيث يحمل المشد كاميرا خاصة به مثبتة مثلا على قميصه، ويقوم من خلالها بنقل صورة كاملة للشخص الراغب بزيارة المتحف، حيث ينتقل بين الأقسام ويتناولها بالشرح، والزائر يتمكن من مشاهدة ما يحلوا له والإستمتاع بالشرح اللحظي من المرشد المرافق.
للأسف لم أحصل على فرصة زيارة أي متحف خلال سنواتي الدراسية لأن المدارس في بلدي لا تنظم زيارات مماثلة. الأساليب التقليدية للتلقين داخل حجرات الدرس هي كل ما حظيت بتجربته خلال جميع سنواتي الدراسية.
قمت بالعديد من الزيارات للمتاحف بمفردي وأنا كبيرة لكن من المؤكد أن متعة هذه الزيارات لا تقارن مع المتعة التي كنت سأحصل عليها عند القيام بزيارتها مع الصف ومع شرح المعلمة والمرشد لجميع التفصيلات.
عموما أسلوب التعليم هذا والذي يجمع بين التعليم والترفيه يحظى بالإهتمام الأكبر في الدول ذات الأساليب التعليمية التفاعلية والدول التي تقدر الفن ومراكزه.
لطالما وددت أن أزور المتاحف والأماكن الأثرية في بلدي، وأن أستمع للمرشد السياحي الذي يتكفل بإرشادي وإطلاعي على تاريخ المكان، لكن الأمر لم يكن متوفرًا حينها لا أدري لما..؟
ولكني مستقبلًا أود أن أقوم بزيارة للمتحف مع أطفالي ولكن سأقوم أولًا بإطلاعهم على بعض المعلومات وتحبيبهم بالتاريخ وكيف يمكن أن نستلهم منه الأفكار لنستفيد منها في حياتنا.
وأرى أن هذا ماكان يجب على المدارس والمعلمين أن تقوم به.
التعليقات