(Feminist).. بسؤالي عن معنى تلك الكلمة وجدت أنها تعني ناشطة في مجال حقوق المرأة، أو كما كان يقال سابقاً (نسوية)، لا أعرف لماذا اصطلح على استخدامها بالإنكليزية مع وجود بديل عربي واضح، ولكن على ما أعتقد أنه سعي المتفوه بتلك الكلمة إلى إثبات ثقافته، وبغض النظر عن كوننا شعباً يقترب نصفه من الأمية، وأن أكثر من 90% من متعلميه من خريجي المدارس الحكومية أو كما نقول في مصر (تعليم مجاني)، ولكن لا مشكلة، المهم أن نفهم معناها على أي حال.

ولنتحدث بصراحة ومنطقية، ولنعترف أننا مجتمع لا يساوي بين طرفيه مساواة كاملة، فالرجل له مكانة كبيرة، ولكنه مقابل تلك المكانة والامتيازات فإنه يقع على عاتقه قدر كبير من المسؤولية والواجبات، وبطبيعة الحال نحن لا نغفل دور المرأة فهي نصف المجتمع.

تسعى الحقوقيات (النسويات) إلى أن تتساوى المرأة والرجل، وأن تحصل المرأة على حقها في اعتلاء المناصب الحساسة والقيادية، مثل أن تكون المرأة وزيرة وسفيرة ورئيسة للجمهورية، ويؤكدن أن ذلك من حقها، وأنها قادرة على خدمة الوطن مثل الرجال، وتبدأ الشعارات البراقة من حقبة الخمسينات، وأن المجتمعات الغربية المتطورة تساوي بين الرجال والنساء في كافة المجالات، وأنه لن يتحقق التطور إلا بتحقيق المساواة.

لكننا لم نسمع إحدى هؤلاء الحقوقيات تدعو النساء إلى دخول الجيش وتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية، أليس العمل على تأمين الحدود والوقوف في الشمس ومحاربة المهربين والإرهابيين، كما هو مفترض، خدمة للوطن، أم أن الوطن يخدم فقط في المناصب الحساسة والقاعات الفخمة المكيفة!

وإذا انتقلنا للأعمال الاعتيادية فلا تتوقف النساء عن المطالبة بحقوقهن في الحصول على التوظيف وفرص متكافئة مع الرجال، وأن المرأة تحررت، كلام عظيم، ولكن حتى يأتي الجد يتبدد وتتحول السيدات فجأة من أمينة (أنا حرة لإحسان عبدالقدوس) إلى أمينة (ثلاثية نجيب محفوظ).

فالمرأة تملك امتيازات في قطاع التوظيف في مصر، وخصوصاً الحكومي منه، لا يستطيع الرجل الحصول عليها، فللرجال الأولوية في المناطق الريفية والنائية، وللسيدات الأولوية في الانتقال للمناطق الأكثر عمراناً وتحضراً، وبالانتقال للقطاعات الهندسية والتنفيذية هي في الأغلب من نصيب الرجال، فأعمال المواقع من نصيب السادة الرجال، أما أعمال المكاتب فهي من نصيب السيدات.. ما يدعو للسخرية أنني لا أتذكر يوماً أحد المتاجر يطلب شباباً عزاباً للعمل في الوقت الذي هو دائماً يطلب آنسات للعمل.. أما الرجال فمغلوب على أمرهم يعملون مندوبي مبيعات.

إن كنتم تسعون للتساوي وإزالة الفوارق فلماذا تقوم الدنيا وتبدئين سيدتي بالتطلع تجاهي بنظرات الاحتقار والاستهجان إذا كنت جالساً وأنت واقفة في إحدى وسائل المواصلات أو الاجتماعات، ويتم التعامل مع ذلك على أنه نقص شهامة ورجولة،؟ لماذا إذن يتم استحضار مصطلحات الرجولة والذكورة؟ لماذا يظهر ذلك الاختلاف عند وجود استفادة؟!

وللرجال نصيب الأسد عند الإقدام على الارتباط، لتدعو الفيمينست إلى التساوي في الحقوق، ولكن هل يمكن أن تسقط عن كاهل الرجال أمور الشبكة المكلفة والمهر الذي يعتبر ميزانية، هل يمكن أن نقتسم الأمور بالتساوي؟ لا أعتقد أن أكثر نسويات مصر يوافقن على ذلك، وبخصوص حفلات الزفاف، فأنا أؤكد لكِ سيدتي أن 90% من الرجال لا يهمهم عقد حفل زفاف، وأن ساعتين من البلايستيشين مع أصدقائه أو الجلوس على أحد المقاهي أكثر إمتاعاً من أجمل حفلات الزفاف.

سيدتي الفيمينست أنت تريدين أن تمتلكي حقوق الرجل وكل امتيازاته إذا أمكن، ولكن بالحديث عن الواجبات فعليه أن يتحملها أليس هو الرجل؟!

سيدتي أنا لا أدعو إلى اغتصاب حقوق المرأة أو منعها من التعلم والعمل أو الاعتماد على النفس، فهذا حق مكفول لها شرعاً وقانوناً، ولكن حباً في الله توقفن عن تلك النغمة وابتعدن عن تقمص دور الضحية، ولتعلمن أننا لو طلبنا نحن الرجال المساواة معكن، كما في الغرب، فإنكن سوف تملأن الميادين لمنع تلك المساواة.

المصدر: