هل تستحق اللغات المهددة بالانقراض عناء الحفاظ عليها؟


التعليقات

إذا كانت تحتوي على حضارة فأرى أنه لابد من الحفاظ عليها , وإن كانت مجرد لغة لمجموعة معينة وفي طريقها للطمس مثل لغة السكان الأصليين لأمريكا فما الهدف من الإبقاء عليها سوى الحنين للماضي والتفاخر بالجذور والأصول.

تخيل بصرف النظر عن قوة لغتك أو ضعفها أو شهرتها أو لا ويكون مطالب منك أن تتحدث بلغة أخرى لا تعرف عنها شيئا، أعتقد الأمر صعب جدا وأشبه بسلب الهوية، منذ فترة هنا على حسوب أحد المساهمين شاركنا بلغته وكم هو فخور بها رغم أن ولاول مرة أسمع عنها، وعلى الرغم أن كل التعليقات تعطي انطباعا بأن اللغة تكاد تكون منقرضة ولا أحد يتحدث بها سوى هذه القبيلة، إلا أن صاحب المساهمة كان لديه اعتزاز كبير وحب عميق للغته أعجبني كثيرا، في رأيي هذا النوع من الارتباط بين الشخص ولغته أشبه بذلك.

ألا تشجع انقراض ذلك النوع من اللغات، لكي يتفرغ الناس إلى اللغات الأهم والأكثر تدوالاً في الحياة الحديثة؟ هل ترى جوانب ايجابية للحفاظ على تلك اللغات؟

سؤال صعب الطرح لأن إن كنا نستخدم لغات أخرى للتعليم ومواكبة التطورات فهذا ليس دليلا على سهولة تنصلنا من لغتنا وتمني زوالها سواء كانت قوية أو ضعيفة، لذا أود أن أعرف إجابتك أنت عن هذا السؤال تحديدا.

انت مطالب بالتحدث بلغة أخرى (قوية) بكل الأحوال اذا كنت تريد العمل أو الدراسة أو تصفح الانترنت مثلاً

هذا ليس سببا، فأغلب الدول العربية مفروض عليها اللغة الإنجليزية كلغة دراسة أو تصفح أو حتى من أجل مواكبة التطور، فسواء كانت لغتي مندثرة أو منتشرة فالأمر واحد.

لغتك حتى ولو أوشكت على الاندثار ستظل تتحدث بها طالما يمكنك ذلك، وكل من عاهد اللغة وتحدث بها منذ نعومة أظافره لن يسمح باندثارها قد يختلف الأمر لو وُلد الشخص في ظل ظهور لغة أخرى غير التي نشأ عليها الأبوين مثل وضع المهاجرين مثلا، ورغم ذلك فيما بينهم لا يستطيعةن التحدث سوى بلغتهم الأصلية.

اذا كانت لغتك الأم ضعيفة الانتشار ولايوجد لها معاجم، وكتب، ومصادر مكتوبة، ومراجع، فهل تفضل الحفاظ عليها أم تفضل اندثارها وانقراضها تماماً؟

من الصعب حدوث ذلك أو يكاد يستحيل، أي لغة تعتبر اللغة الأم لمجموعة من البشر يكون لها على الأقل مرجعاً واحداً فقط بصرفها لغة، وكلمة لغة غالباً تقتضي حدوث ذلك، لكن هناك لهجات لم نسمع بها من قبل تكون مشتقلة من مصدر هذه اللغة ويطورها أصحابها من أجل أن يتسمون بها ويقضون أغراضهم.

اذا كانت لغتي مختلفة وتوشك على الانقراض سأقوم باحياءها بالتأكيد، سأحافظ على الاختلاف وأتعلم لغات أخرى يمكنها أن تساعدني على لحاق ركب الحداثة ومتطلباتها.

ينجذب الناس نحو الاختلاف، فلو كان لديك زميل في بيت سكني للطلاب يشاركك تجربة تعليمية، وتحدث أمامك بلهجة ولغة لا تفهمها، عن نفسي سأزداد فضولاً في معرفتها، لا أقول دراسها والتحدث بها كشيء رسمي، لكن الاختلاف والاتطلاع يجذبني.

ما هي أهمية الحفاظ عليها؟ هل حقاً تستحق تلك اللغات عناء حفظها من الاندثار والانقراض؟

نعم يستحق، كونها هويتك عشت تتحدث بها وكونت كلماتك الأولى فيها، لكن من الناحية العملية والمهنية لا أفترض أن هناك أي شخص يتحدث لغة غير مفهومة تماماً أو مبهمة بشكل كامل في حياته ككل مما يجعله حين يتقدم للوظائف والفرص غير قادر على فهم شيء! يوجد لغات بديلة، ثقافة تعلم اللغات شائعة حالياً وأغلب الأشخاص الأن يعرفون أكثر من لغة.

إذا وصلت لغة لهذه المرحلة هذا يعنى إما انها عريقة جدا أو غير منتشرة ويصعب فهمها أو لا يتم التعامل بها ولم يتمكنوا من تبسيطها، إذا كان بقائها من عدمه لا يشكل فرق وفشلوا في إعادة احيائها دعها تنقرض "تبقى مجرد ثرات".

أعتقد ان كل اللغات الأم في طريقها للانقراض وليس هذه اللغات فحسب.>ولكن من الناحية العملية والعلمية ما هي أهمية الحفاظ عليها؟ هل حقاً تستحق تلك اللغات عناء حفظها من الاندثار والانقراض؟

الحفاظ على الثرات للمهتمين بالأمر والثقافات القديمة فربما نصل لعصر يتطلب وجودها أو تظهر اكتشافات عن طريق هذه اللغات من يعلم.

ألا تشجع انقراض ذلك النوع من اللغات، لكي يتفرغ الناس إلى اللغات الأهم والأكثر تدوالاً في الحياة الحديثة

لا أشجع انقراضها لكن السؤال هنا كيف يمكن تحديد اللغات الأهم؟ يمكن أن تكون اللغة التي ستنقرض مهمة اكثر من تلك المنتشرة، فقط لأنها لم تحض بالاعتماء والإنتشار اللازمين ستنقرض.

اذا كانت لغتك الأم ضعيفة الانتشار ولايوجد لها معاجم، وكتب، ومصادر مكتوبة، ومراجع، فهل تفضل الحفاظ عليها أم تفضل اندثارها وانقراضها تماماً؟

أنا لست من محبي هذه الأمور وسأتخلى عندها فليس بيدى شيء وإذا وجدت أشخاص يريدون ذاك سأساعدهم لا غير ، لكن لو كنت منهم سأحاول إعادة إحيائها بمختلف الطرق، بالإضافة لوضع إحتياطاتى حال فشلت في ذلك و سأقوم بنسخ المصادر الموجودة "من المستحيل أن لا أجد أي مصدر".

بل أليس من الأفضل أن تنقرض تلك اللغات الغير مكتوبة (أو اللغات الضعيفة من ناحية المواد المكتوبة سواء واقعياً على أرض الواقع أو افتراضياً على الانترنت)، لأنها فعلياً ستكون لغات غير قابلة للدراسة أو العمل بها وتعلمها سيأخذ وقتاً طويلاً بلا فائدة عملية. فتعلمها لن يفيد الطلاب على الاطلاق، بل سيزيد التعقيد وسيصعب عليهم الدراسة. لن تزيد لهم تلك اللغات فرص العمل او فرص الدراسة في الجامعات او المدارس في عصرنا هذا، الذي تزداد فيه التنافسية يواماً بعد يوم.

اللغات ليست فقط للدراسة والتواصل بل هي تأطير معرفي لأصحاب تلك اللغة وما عاشوه، تخيل لو أن المصريين القدماء لم يؤخروا ما كتبوه على جدران المعابد! هل تتخيل ثلثي آثار العالم لا نعرف عنه شيئًا هذا ليس منطقيًا إطلاقًا! هذه اللغات دليل لنا وتأصيل للمعرفة بشكل ما! اللغات هي الرواية التي تحكي القصة الكلية لأصحابها، نحن ما نتكلم قبل أن نفعل.

ألا تشجع انقراض ذلك النوع من اللغات، لكي يتفرغ الناس إلى اتقان اللغات الأهم والأكثر تدوالاً في الحياة الحديثة؟ هل ترى جوانب ايجابية للحفاظ على تلك اللغات؟

ولماذا نقرر للناس بما يجب عليهم أن ينشغلوا، ما يجب أن يفعلوه وما لا يجب أن يفعلوه! فلندع كل شخص لشأنه!

اذا كانت لغتك الأم ضعيفة الانتشار ولايوجد لها العديد من المصادر المكتوبة مثل المعاجم، والكتب، والمراجع، فهل تفضل الحفاظ عليها أم تفضل اندثارها وانقراضها تماماً؟

بالتأكيد سأفعل!

ولكن ماذا عن المتحدثين بها؟ كيف سيستفيدوا؟

ربما بعض الاهمية تقف واجمة امام الشغف وحب التعلم

ولكن ما يهمني هنا هو الفائدة التي ستعود على المتحدثين بها

هناك شعور يلازم الانسان لا يستطيع الهرب منه وهو الانتماء، الانتماء لمكان ما لثقافة ما للغة ما، الانتماء لجذور ما، آلاف الناس تبحث عن اصولها لاهلها ان فقدوهم، هذه حاجة فطرية للإنسان لا يمكنك نكرانها.

أعتقد أنك أخطئتي فهمي هنا وأخذتي الموضوع من ناحية عاطفية بعض الشيء، بسبب صياغتي الخاطئة للسؤال "ألا تشجع انقراض ذلك النوع من اللغات"

لا إطلاقًا لم افهم خطأ ولا أدري اين العاطفية في كلامي؟ ولكن ساوجه السؤال مرة أخرى، لماذا نقرر عن الناس ما ينبغي ان يقدروه ويسعوا وراءه؟ يعني مثلُا ان كنت انت تتجه للحداثة لماذا تريد أن تفرض على الآخرين هذا ولا تقدر ان هناك اناث لا تحب الحداثة، وان احبتها فهي تحب ان تحتفظ برونق تاريخهها وماضيها!

لكي يتفرغ الناس إلى اتقان اللغات الأهم والأكثر تدوالاً في الحياة الحديثة

كما قلت ليس كلنا يريد الحداثة فإن كان هذا اختيارك وتعتقد أنه الأهم فهذا هو تفكيرك انت وليس الآخرين.

أليس من الأفضل أن ندع تلك اللغات تنقرض بشكل طبيعي عوضاً عن السعي إلى المحافظة عليها، لتسهيل الحياة وتقريب الناس لبعضها

هذه دعوة غريبة للتشابه أو تقليل الاختلافات للتقريب بشكل ما وليس هذا الحل لتعايش البشرية مع بعضها، بل ينبغي للبشر ان يدركوا اننا مختلفون ولكل منا خلفية تاريخية وثقافية ولابد من احترامها، فكرة توحيد اللغة او توحيد الاتجاهات هي فكرة رأسمالية وحداثية بالاساس ويمكن قول الكثير في هذه النقطة.

ولكن على أي حال، لنفترض أنك تعيشين في مجتمع فقير ولغتك مهددة بالانقراض. أو ليست مهدد بالانقراض، ولكنها غير منتشرة من حيث المعلومات سواء واقعياً على أرض الواقع أو افتراضياً على الانترنت. وكما تعرفين في المناطق الفقيرة من الصعب تعلم لغات أخرى.

هذه مغالطة منطقية يا صديقي وقعت بها وهو افتراض ان اصحاب اللغات المنقرضة هم بالطبع فقراء وقبائل وجاهلون ولا بد لهم أن يتعلموا لغة اخرى حتى تتطور مجتمعهم، وليست هذه هي الحالة دائمًا، بعض المنطاق غنية جدًا ومكتفية بنفسها ولا يريدون حتى التواصل مع العالم الحداثي في الخارج ولا شيء يجبرهم عليه. الفكرة ليست في الفقر والغنى.

في الحقيقة، لقد لامستي أحد النقاط الضمنية الرئيسية لهذا الموضوع. الناحية العاطفية التي كنت أتحدث عنها هي تقريباً نفس شعور الانتماء الذي تتحدثين عنه الآن.

بالضبط

على الأغلب جذوري هي أمازيغية، ولكنني شخصياً لا أكترث لهذا الموضوع بالتحديد لأنه لايفيدني البتة.

وهنا مربط الفرس، أنك لم تتنبه إلى أن هذا أنت! وأنت فقط سواء إن كان هناك الكثير ممن يؤيدوك، لكن يظل هذا هو أنتم، في الحقيقة هناك من هم يكترثون، اعلم أنك ستقول عن هذا عاطفية وليس عملي وخلافه، لكن إن كانت روحك انت تتشبع بالعملية فلا ذنب للآخرين بهذا، ولا ينبغي أن تقطع عنهم جذورهم لأن هذا غير مناسب لك، إن كنت عمليًا للدرجة التي لا يعنيك الأمر في شيء تذكر دائمًا أن هذا هو أنت وليس على الآخرين أن يحذوا حذوك أبدًا، هما أحرار بنفس مقدار حريتك ولهم نفس الحق في اختيار ما يودون ابقاؤوه في حياتهم بنفس المقدار لك بالضبط، الفرق الوحيد بينك وبينهم أنك تريد أنت أن تتدخل فيما يخصهم وتقرر عنهم إذا كانت هذه اللغات وسواها لابد أن تنقرض أم ماذا؟! لماذا لا تفكر أنه ببساطة لا شأن لك بهذا! ولا اقصد بكلامي أن اكون قاسية اقول فعلًا هذا بمنتهى الهدوء والرغبة في طرح سؤال جاد.

من الطبيعي أن لا يسمح الشخص بادثار لغته الأم، وهذه هي الناحية "العاطفية" ، ولكن ليس من الناحية العملية والأكثر فائدة على المجتمع. اذا فكرنا بطريقة أكثر منطقية واذا أردنا تحقيق فائدة أكبر للمجتمع ككل، فأنا أرى أن هذه اللغة تُشكل عبء وعائق أمامنا.

قلنا سابقًا أن هذا مربط الفرس، إذا كنت تتكلم بعملية فلا ينبغي ان تفرض على أحد هذا.

اذا كانت لغتي الأم ضعيفة لهذه الدرجة، فلماذا أفكر بالحفاظ عليها وادراجها في المناهج التعليمية؟ ما الذي سأستفيده من تعلم لغتي "الأصلية" في المدارس؟

من لا يملك تاريخًا يصبح تابعًا للقوي في المستقبل يا صديقي.

تخيلي أنك تتعلمين لغة لاتستطيعين تصفح الانترنت بها مثلاً؟

ماذا إذن؟ ماذا سيحدث؟ ماذا لو لم اكن اقدر وجود النت ولا استخدمه أصلًا؟! لم ينتقص من قيمتي شيء أبدًا، الأمر الآخر، التكنولوجيا صنعت لتخدم وتسخر للإنسان لا أن تقوم هي بتصنيع انسان على هواها!

هل ترين ان هناك هدف من ادماج هذه اللغة في المنهاج التدريسي؟

هذا شأن أنا اقل من أن اقرر فيه أمرُا ولست اقف على معلومات كفاية لاقرر ما المفترض أن يكون!

والأمر الأخر الذي يزعجني حول هذا الموضوع هو الحقد والكراهية والشتائم التي بدأت تنتشر بسبب موضوع اللغة والثقافة والتاريخ والعرق، فالبعض يقول أن أصلي كذا وكذا وأن الأبحاث العلمية أثبتت بأن الDNA الخاص بنا يثبت أننا كذا وكذا" ولذلك اعتقدت ان تعدد الثقافات يمكن ان يؤدي الى مثل هذه الصراعات، فلماذا لا يتم تقريبها وتوحيدها اكثر؟

صديقي محاولتك لإزالة نبرة من اختلاف بين البشر وتعتقد أن هذا سيقرب الأمر فاعتقادك خاطيء، سيجد البشر سببًا آخر للتعالي على بعضهم البعض، لذا عليهم ان يتعلموا أن لنا أصلًا واحدًا وإن اختلفنا ولابد من احترام بعضنا وتعلم احترام الاختلاف وليس التعالي به!

لم أقصد الحداثة بمعناها الحرفي، ولكن كنت أقصد الفائدة العملية أكثر، مثل تصفح الانترنت مثلاً أو الدراسة في الجامعات مثلاً . ولذلك اعتقدت أن الجميع يفضلها ويعتقد أنها الأهم. طبعاً المغالطة الوحيدة التي أرتكبها هنا هي أنني أفترض أن هذا سيكون الأكثر فائدة على المجتمع ككل، وحقيقةً لم أدرك ولم أقدر أن هناك وجهات نظر مختلفة حول هذا الموضوع. فشكراً لتنبيهي على هذه النقطة.

بالضبط، ما تتطلع إليه أنت ليس هو محور اهتمام الجميع في الحقيقية!، العفو.

أعتقد أنك لم تقرأي كلامي جيداً

ربما قصدت معنِ آخر لكن في الحقيقة المعنى الذي وصلني هو المعنى الواضح أكثر من خلال كلامك!

ربما الموضوع لم يعد يستحق كل هذا التعليق الطويل، وإطالتي للنقاش ليست بسبب التفكير الزائد به، فبالنهاية هذا الموضوع لم يعد بتلك الأهمية.

لاا بالعكس إطلاقًا يا أخي، الموضوع متشعب وكبير ولديه عدة جوانب، وليس هذا سيئًا بالتأكيد!>السبب الرئيسي الأول الذي يجعلني أحشر أنفي وأتدخل في شؤون الأخرين هو أن هذا الأمر سيؤثر عليّ سلباً. أولاً، اذا تم فرض اللغة الأمازيغية في المدارس، فهذا يعني أنني سأضطر إلى تعلمها، وفي هذه الحالة ألا يجب أن يكون لي الحرية برفض هذا القرار؟؟

لديك بعض الوجاهة في كلامك، لكن لماذا لم تفكر في أنك تدرس الكثير من المواد التي لن تكون لك علاقة بها ومع ذلك تسعى للنجاح فيها لكي تحصل على شهاتك، فإذا كنت تطالب بإن لا تدرس شيئَا لا ينفعك فيجب أن تطبق هذا على أمور كثيرة وتطالب بتطبيق هذه السياسة في العموم.

ثانياً، هذا سَيضعف اللغة العربية وسيضعف قدرة الجزائريين على التحدث والكتابة بها.

صراحة لا أرى هذا سبب حقيقيًا وبه من الوجاهة ما يكفي، لا علاقة بكونك تتقن لغة أنك ستضعف الأخرى، من يريد سيتعلم، ولا أرى في تعدد اللغات مشكلة أبدًا بل أراه شيئَا مثريًا للعقل جدًا!

اللغة الأمازيغية منتشرة فقط في الجزائر والمغرب ولن تنتشر أكثر من ذلك

ليس الهدف من الاحتفاظ دائمًا بشيء هو انتشاره، في بلدي مصر مثلًا، لن تعود الطقوس الفرعونية ولا طريقة الملبس ولا خلافه ومع ذلك نتعلم عنهم، هل تقهم قصدي؟، إذا عممنا كلامك فلن تقوم بدراسة التاريخ أصلًا!

معظم البلاد القوية تعترف بلغة رسمية واحدة (أمريكا، المانيا، بريطانيا، فرنسا، تركيا....)

بصراة لا أرى البلاد الغربية مهما كان هي نموذجًا يجب علينا أن نتحذي به، الغرب ليس الإجابة النموذجية!، وإن كنت ترى الجزائر ستصير اقوى بالعربية، فلا اعلم إلي أي حد تتوغل اللغة العربية بداخل مناهجكم أصلًا في الحقيقة، ولا كيف تتوغل الامازيغية!

مجتمع محافظ لا يقبل أن تتعامل بلده مع روسيا أو أمريكا أو أوروبا من الناحية الاقتصادية أو السياسية، لأن هذه البلاد غير مسلمة. هل هذا التصرف صحيح برأيك؟؟ لاشك بأنه في هذه الحالة، يجب أن يغير هذا المجمتع وجهة نظره في الموضوع ويتحكم بعاطفته أكثر.

صراحة لا أرى مثالًا على العاطفة، أراه مثالًا على الغباء! فمن قال ان الانتماء لدين يجعلك ترفض التعامل مع أديان اخرى، تلك مغالطة منطقية أخرى، هذه ليست عاطفة، هذه غير منطقية، والعاطفة ليست ضد المنطقية، هذا مفهوم مغلوط كثيرًا عن الحب والعواطف والمشاعر بشكل عام!

ولكن هل جعل اللغة الأمازيغية لغة رسمية سُيساعد حقاً في تعزيز هذا الشعور؟

تلك إضافة مهمة بالنسبة لي، لم اعلم أن الامازيغية هي الرسمية وليست العربية، لكن في الحقيقة حتى لو قررتم كمجتمع هذا لا لوم عليكم أبدَا في هذا، عديد من البلاد لغاتها ليست لغات اصلية ولا رئيسية في العالم، كما قلت لك سابقًا الغرب ليس الإجابة النموذجية، وهناك أشياء كثيرة تجعل من البلاد أقوى بكثير عن حالها، دون محاولة التخلي بشكل ما عن ثقافتهم

لاحظ أن اللغة الامازيغية لا تخصني من قريب ولا من بعيد، انا فقط شخص محايد.

ولذلك أرى بأنه من غير العادل أن يتم تنفيذ قرار بناءً على العاطفة فقط، حيث يجب أن يخضع للفحص على المستوى العملي والأكثر فائدة على المجتمع.

اريد أن اقول انه انت ايضًا تمارس نوع من الحكم بإن هذا القرار قائم على العاطفة، ووصفك له بالعاطفة يجعلك تلقائيًا ترفضه، هناك اشخاص لا يهمهم في الحقيقة ان يلحقوا بامريكا واوروبا وليس هذا من باب العاطفية بل ببساطة لانهم لا يهتمون ولا يرون أن الغرب هو نموذج الاجابة الذي على جميع الدول ان تقدمه.

ونصيحة لك يا أخي بعيدًا عن اللغة وخلافه، لا تميكن نفسك هكذا! المشاعر مهمه وهي جزء لا يتجزأ من الإنسان، حتى أن رفضك للعاطفة هو في حد ذاته شعور بالتجمد أي أنه في ذاته وحقيقته شعور ولم تتخلى عن مشاعرك واتخذت عقلانيتك كما تعتقد

الاتزان هو ان تتحدث مع نفسك بوضوح وصراحة وتعالجها بالشكل الصحيح ايجابية او سلبية وليس الهروب منها او تجاهلها في المطلق

فكرة وجود لغات مهددة بالإنقراض هي حزينة للغاية، ففي النهاية كل لغة تمثل جزء من شعب وثقافة وتاريخ، ولا يمكن تخيل ان ينتهي كل هذا في لحظة لمجرد ان هذه اللغة لم تعد مستخدمة!

بالتأكيد تستحق كل لغة الحفاظ عليها، ففي النهاية هي تراث وتاريخ له مكانة لأصحابها، وهنا يتطلب الأمر جهد من المواطنين الذين يتحدثون هذه اللغة، فعليهم القيام باحيائها ومحادثة الناس عنها، ونقل المصطلحات الشائعة فيها، ومحاولة نشرها بين الأخرين، وكذلك حتى تتوارث بين الأجيال التالية، ففقد اللغة هو أحد صور فقد الهوية والاناماء

شكرًا لطرحك مثل هذا الموضوع. كتبت عن هذا الموضوع في مدونتي اطلع على الرابط أدناه.

داخل التدوينة ستجد جواب عن سؤال لماذا ينبغي علينا نحن البشر الحفاظ على اللغات الآيلة للانقراض [بل وحتى تلك المنقرضة]، ولماذا ينبغي أيضًا أن ندرس التاريخ؟

لا تستحق لكن يمكن أن نحفطها تاريخيا وليس علينة أن نحافط على بقاءها لكن الشعوب التي تتحدث بها هي من يجب أن تجتهد في إبقاء لغتها

هذه ستكون مشكلتهم، يجب أن يغعلوا كل شيء لإبقائها إذا كانوا يريدون لها أن تبقى

بما أن تلك المناطق الفقيرة يصعب فيها تعلم لغة جديدة فكيف سيتمكن جميع من في تلك المنطقة بتعلم لغة أخرى

إلا إذا كان لذلك المجتمع احتكاك مع لغات أخرى سيتعلمون اللغة الجديدة بدون المساس بلغتهم الأصل

اللغة الأقوى ستفرض نفسها في نهاية المطاف وليس برغبة من أي شخص


ثقافة

مجتمع لمناقشة المواضيع الثقافية، الفكرية، والاجتماعية بموضوعية وعقلانية. ناقش وتبادل المعرفة والأفكار حول الأدب، الفنون، الموسيقى، والعادات.

99.3 ألف متابع