كانَ لزامًا علينا نحنُ أبناءُ هذه الأيام أن نعيشَ حدث كورونا العالميّ ونعرفَ تفاصيله ونتنبأ بما بعده أيضا.
فهل سيختلف ما قبل كورونا عمّا بعده؟؟
بامكانكم الاستماع من هنا :
أو عبر يوتيوب :
على حسب علمي هناك ملايين من الفيروسات على كوكب الأرض، بحسب ما قرأت أخر مرة
أيضًا من البداية من الضروري على الشخص أنّ يكون لديه وعي أنّ هذه النوعية من الفيروسات التنفسية تكون واسعة الإنتشار، وقاتلة... الشعور بالفزع من أرقام وفيات كل يوم غير مُبرر، ونظرة ضيقة لوضع استثنائي واسع المدى، ولن يفيد غير بالشعور بالتوتر المستمر، بدل تفهم الوضع بشكل كامل وعام.
على سبيل المثال انفلونزا الخنازير 2009 الذي كانت حدث عادي عاشه الكثيرين منا، ولم يكن فيه كل هذا التوتر، اخذت في طريقها حوالي 150 ألف .. الإنفلونزا الآسيوية ( 1956 - 1958 ) التي خرجت من الصين أيضًا من خلال البط البري، قتلت ما بين 2 إلى 4 مليون شخص، وعادة مرة أخرى في آواخر الستينات أخذت في طريقها ما يقارب مليون انسان أيضًا كتكملة.
ناهيك عن الإضارة المعتادة للإنفلونزا الإسبانية 1917 - 1918 التي قتلت ما بين 50 ال 100 مليون انسان، وهو رقم قد يتجاوز ضحايا الحرب العالمية الاولى والثانية مجتمعين.
الفيروسات الوبائية ليست بالشيء الجديد على البشر ... الفرق الوحيد هو انه وضع استثنائي لهذا الجيل، ومنهم أنا بأنّ نصطدم بوباء منتشر بهذا الاتساع، ولا يوجد تجارب سابقة عشناها بأنفسنا ورصدناها بنفسنا بخصوص ازمة عالمية من هذا النوع. وبالتالي شيء لم يحدث في نطاق إدراكنا ، لا نستطيع استيعابه بسهولة.
الانتشار الواسع في زمننا الحالي بديهي بالإضافة إلى أنّه اكبر بكثير مما كان من 100 سنة ، فضلاً أنّ الفيروس معدل انتشاره أكبر من متوسط انتشار فيروس انفلوانزا بمعدل 4 اشخاص تقريبًا. مالم يتم عمل لقاح، فالمؤكد ان فيه موجات مستمرة قادمة... وسوف يُصبح الأمر عادي بالنسبة للأشخاص ما بعد الكورونا
لذلك بالنسبة للدول أو الأفراد، والوضع ما بعد الكورونا سوف تكون بشكل تدريجي، وأكثر حرًا في الدول المتواضعة .. سيكون التركيز على مساحات واسعة في الاعمال، تهوية مكثفة، معقمات ومطهرات طول الوقت، تباعد اجتماعي بين الموظفين، غسل اليدين بشكل متكرر على مدار اليوم سيكون النمط البشري الجديد.
فالمتوقع في السنتين ثلاثة المقبلين تغيير كبير في نمط الحياة، اكثر ميلاً للتأقلم ان عايش معانا ضيف جديد غير مرئي بينتشر عبر الرذاذ ويسبب أعراض خفيفة لبعض الناس ويغتصب رئات ناس آخرين
لذلك لا عودة للحياة الطبيعية بشكل جزئي الا بإكتشاف علاج يواجه الفيروس نفسه ولا يكتفي فقط بمواجهة أعراضه ودعم الجسم للتغلّب عليها - وهو الأولوية الآن - ، ولا عودة للحياة الطبيعية بشكل كامل الا بتصنيع لقاح يحوّل الفيروس الى مرض آخر من الامراض اللي قدرت البشرية ان تتغلّب على انتشاره - مُرجّح ان يأخذ فترة طويلة لانتاجه -.
و يبقى التنبؤ مجرد فرضيات او احتمالات لما يمكن أن يحدث مستقبلا "يمكن تبنيها كما يمكن نفيها".
لكن وباء كورونا مختلف للأسف فهو أكثر فتكا و حدة و من يضع احتمالات مبنية على مصادر مجهولة لا يفيد العالم بشيء.
فهل سيختلف ما قبل كورونا عمّا بعده؟؟
سيختلف كثيرا لحدود لا نعلمها، مثل ما قال هنري كسينجر وزير الخارجية في عهد الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون موجها كلامه للحكام و ينصحهم بالاستعداد الآن للانتقال إلى نظام عالمي لما بعد فيروس كورونا.
الأوبئة موجودة منذ التاريخ، وفي اخر ٢٠ عام ظهرت العديد من الفيروسات التي تفشت في العالم مثل انفلونزا الطيور، انفلونزا الخنازير، وكانت لها اثر سلبي على الدول وتسببت في الاف الاصابات او يعتبر هذا ما وصلنا في هذه الفترة، وبمجرد انتهائها عاد كل شيء كما كان لم يحدث اي تأثير سلبي او ايجابي على الدول او تاريخها، بل تعايشت الدول وكأنها لم تكن.
ضجة كورونا والجدل حول الفيروس هو نتيجة زيادة وسائل الاعلام ووجود مواقع التواصل الذي لم يعد يتناول شيئًا سوى الازمة والفيروس، ولكن الفكرة ان كل ذلك لفترة مؤقتة، وبمجرد انتهاء الأزمة ستصبح كورونا ماضي ليس أكثر، مثلها مثل كل التريندات الرائجة لفترة ثم وكأنها لم تكن .
هذا ليس تقليل من الفيروس بقدر ماهو توضيح فكرة الجدل عنه وكثرة الحديث وفي الواقع لن يؤثر ذلك على شيء في المستقبل .
التعليقات