لماذا لا تتكلم مع صديقنا فلان ؟ لقد كنتم أصدقاء مميزين
لقد أخطأت مرة بحقه و أخطأ بحقي , حسنا .. و ماذا بعد ؟
فقط .... انقطعت علاقاتنا
كم مرة يتكرر هذا المشهد بين الأصدقاء .. الأقرباء .. و بل و حتى بين الأخوة
طبعا كل الأسباب تكون هشة ولا تستدعي الحزن أكثر من ساعة ... فمالذي يجعل الأمور تتطور ؟
ببساطة ... عدم الاعتراف بالخطأ ... و عدم الاعتذار عن الخطأ
نرى كثيرا من الناس انقطعت علاقاتاهم و عودتها لا تحتاج أبدا سوى لاعتراف بسيط بالذنب و اعتذار لطيف
فلماذا لا نمتلك هذه الثقافة ؟
هل هو ( عزة النفس ) ... ؟ وضعتها بين قوسين لأنه حقيقة لا يوجد شيء اسمه عزة نفس تجعلك لا تعترف بأخطائك
هل هو التكبر على الغير ؟؟
إن كان هذان السببان المتشابهان هما فعلا السببان الحقيقيان فإلى ماذا نعزو ذلك ؟ للتربية ؟ أم للمجتمع ؟ أم لعقل الشخص ذاته ؟
و ماذا تقصد أيها الكاتب بالتربية و المجتمع و العقل ؟
سأجيبك ..
أما التربية ... فقد يكون الأهل هم من زرعوا في نفوس أبنائهم أنه الأفضل بين أٌقرانه و أنه ليس مضطرا للاعتذار من أحد , بل الناس من يجب أن تعتذر منه
و أما المجتمع ..
فيمكن تقسيمه لقسمين :
القسم الأول هو الشخص الذي أمامك ... هل سيقبل الاعتذار و ينهي الأمور ؟ أم أنه سيتمرد و سيتنمر طمعا في اعتذارك أكثر ؟
و القسم الثاني : هم الأطراف المحايدون و نظرتهم لك ... انظروا .. يا لغبائه لقد اعتذر .. لقد تنازل .. إنه ليس برجل !!!!
و السبب الثالث الذي ذكرته هو عقلية الشخص نفسه ... نظام عقله مبرمج بشكل خاطئ .. بشكل لا يجعله يعتذر لغيره و يعترف بخطئه أمامه ... لا لن أعتذر .. لا لن أعترف بخطئي .. لن ينال مني !! أنا رجل و رجولتي لا تسمح لي
و كأن مواجهة الخطأ و الاعتذار ينقص من الرجولة ...
لنعتبر أن كل ما سبق هو مقدمة لسؤال أريد طرحه
بكل صراحة ... هل تمتلك ثقافة الاعتراف بالخطأ و الاعتذار عنه ؟ أم أنك لا تستطيع ذلك ... و مالسبب إن كنت لا تستطيع ؟
التعليقات