حتى أكون صريح، الأمر لم يعد مقتصر على من حولك أو في عالمنا العربي فقط، حيث أصبحت خصوصياتنا منتهكة بجميع أشكالها، ومن كل شيء تقريبًا، وعلى ما أظن أنّ هذه الكلمة تم مسحها بشكل كامل من القاموس البشري أجمع... حيث الجميع أصبح ينتهك خصوصيتك بشكل مباشر أو غير مباشر، والامر لم يعد مقتصر فقط على البشر، وإنما التطبيقات أصبحت تنتهك خصوصياتنا، وسوف نتطرق لهذا الأمر في النهاية...

الكثير من حولنا يتكلم عن الخصوصية لدى الدول الاجنبية، وليتنا نتعلم منهم، ولكنّ على ما أظن حتى في الدول الأجنبية يوجد الكثير من الانتهاكات للخصوصية، ولكن في وطننا العربي الأمر زائد عن حده، وإذا قمت بالطلب من أي شخص أنّ يمنحك بعض الخصوصية، في أي شيء تقوم بفعله، غالبًا ما سينظر إليك بشيء من الغرابة أو عدم فهمه للأمر.

على سبيل المثال، وصدقًا حصلت هذه المواقف معي أو رأيتها، جرب تصفح هاتفك في مواصلة عامة، أو قم بالنظر إلى شخص قام بتصفح هاتفه، سوف تجد إما الجميع يحدق بالهاتف، أو تجد جميع من حوله يحدق بهاتفه، بدون أي أسباب، حتى وأنّ كانت الأمور لا تعنينهم...

والأمر ليس مقتصر على هذا فقط، إذا لم تقم بالرد على رسائل شخص ما على الفيسبوك يقول لك لماذا لم ترد فورًا، إذا كنت تسمع موسيقى معينة، ولا تتناسب مع ذوقهم الموسيقي... فيقولون ما هذا الهراء الذي تسمعه؟؟

في أحدى المرات كنت أتكلم بالهاتف مع صديقتي فأتت إحدى قريباتي، تريد أنّ تعرف مع من اتكلم، وبقيت واقفة بجانبي حتى تستطيع تمييز الصوت لتعرف من هي صديقتي، وصراحًة كان الأمر غريب، فلم تكن تريد الذهاب حتى تعرف مع من أتحدث، لذلك قمت بإقفال الهاتف، حتى ترحل...

موقف آخر كنت أسحب بعض المال من الفيزا الخاصة بي من إحدى ماكينات ATM المتواجدة في الشارع، واثناء ادخالي الباسوورد الخاص بي، كان الجميع يقف بجانبي ولا يوجد بيننا أي مسافة تقريبًا، وينظرون على الأرقام؟؟ صراحًة كان الأمر غريب جدًا!

إذا كنت مهتم بنوع معين من الثقافة، ولم يتناسب مع من حولك فيقوم بتقييمك تقييم سلبي لمجرد أنّك لا تشاركه اهتماماته، والذي قد يعتبرها محور الكون، مع أنّه قد اعتبر اهتماته تافهة بالنسبة لي.. ومن هنا يبدأ التنظير

والمشكلة إذا قلت لهم أنّ الأمر لا يعنيهم أو غير مرحب بهم أو بسؤالهم، قد يعتبروها أنّك وجهت لهم إهانة أو قمت بجرح كرامته!!

في منظومة ضياع الخصوصية في كل شيء، ياريت كلنا نحاول نفهم الحقيقة البديهية إن فيه ملايين من البشر غير مهتمين بالأمور المصيرية بالنسبالك، وما تعتبره انت محور الكون بيكون خارج اطار فكر واهتمام ملايين البشر طول حياتهم... واهتماماتك بأشياء معينة ليس معناها بأنّ تجعلك تقيمني تقييم سلبي كإنسان لمجرد اني لا أشاركك فيها...

الأمر لم يعد مقتصر على من حولك فقط.

على سبيل المثال: أعلمت فيسبوك أعضاء مجلس الشيوخ أنها تقوم بتتبع مواقع المستخدمين حتى لو أوقفوا إعدادات GPS في هواتفهم، وتستخدم فيس بوك عدة أمور مثل عنوان IP والأماكن التي قمت بتسجيل الدخول منها والصور التي تمت الإشارة إليك فيها، وذلك لتحديد موقعك وعرض ما يناسبك بناءً عليه من إعلانات ومنشورات

منذ بضعة أيام قمت بالدخول إلى حسابي في جوجل، وكنت اتنقل في الإعدادات لأجد أنّ جميع تحركاتي في جميع الطرقات في مصر تم رسمها على الخريطة بحيث أن جوجل قدر يعرف أني ركبت سيارة، أو قطار، وإلى أين اذهب مع التوقيت لتحركاتي على مدار السنة كاملة.

بالتأكيد الجميع لمس هذه الحالة في حياته الشخصية أو العامة، وبالتأكيد أيضًا الكثير مر بمثل هذه المواقف، لذلك ما هو رأيك بشكل عام حول ضياع الخصوصية في مجتمعنا، وهل هو فضولي أكثر من اللازم أو أنّ مفاهم الخصوصية عادي بالنسبة للعائلات، ولا مشكلة من مشاركتك لهم....

  1. لماذا لا احد يحترم خصوصيتك في عالمنا العربي؟

  2. هل مجتمعنا فضولي أكثر من اللازم؟

  3. ما هو الحل في 2020؟