مشهد 01: ( دقيقة صمت )
كان جالسا على مكتبه يكتب مذكرته اليومية ولكن لم يكن يكتب لنفس الأسباب التي كانت تدفع الناس للكتابة فقد كان يكتب فقط ليحاول أن يستمر في القيام بجدول اعماله بطريقة منظمة , كان يعاني من اضطراب القلق الاجتماعي كان يتكلم مع نفسه كثيرا و هذا ما دفع بوالدته لأخذه لطبيب نفسي و هو من اقترح عليه فكرة المذكرة حتلى يتخلص قليلا من الأصوات بداخله, يكتب و يكتب و يكتب كل ما يحصل في يومه حتى جاء ذلك الصوت مجددا خرق السكون السائد على الغرفة .
- همم.. مذكرة تعلم بأنها لن تفيدك صحيح
هو : توقف عن فعل ذلك هذا لا يخصك
- ماذا تعلم بأنك لن تستطيع التخلص مني مهما فعلت
هو : أنت مجرد وهم , مجرد صوت في رأسي اللعين , ّأنت لست حقيقي حتى
-انا لست حقيقي حسنا ... تعال هنا انظر لهذا العالم اللعين هل هو حقيقي انظر كل ما يحيط بك وهم , مجرد أناس يستيقظون يوميا للقيام بنفس الأمور يوميا مع ادراكهم بأن الأمر لن يتغير , هل هذا ما تدعوه بالحقيقة , تبا لك و للعالم , العالم وهم .. السيطرة وهم .. حتى الحقيقة فهي وهم و تأتي الأن و تخبرني بأنني مجرد وهم تبا لك و لتفكيرك اللعين
هو : هراء ..
- سأريك الهراء الحقيقي , أنا هو أنت ربما هذه الحقيقة الوحيدة في هذا العالم اللعين
هو : لا طبعا هذا هراء أنت لست أنا تبا لك
فجأة نهض من مقعده و أخذ المسدس و صوبه نحو رأسه فانطلقت الرصاصة لتخترق ما تبقي من عقله .
فقط في هذه الدقيقة علت أصوات قهقهة ثم صوت يتكلم بكل سخرية
-ألم أقل لك بأنني أنت هل اقتنعت الأن ...
هنا فقط ادرك أنه فقد عقله منذ اللحظة الاولى لولادته ثم انقطعت أنفاسه وسادت دقيقة صمت حتى جاءت أمه و نظرت للمشهد المرعب ......
