احكِ لنا عن تجربتك في التدوين على المنصات العربية الجماعية

سأختصر حديثي لأني كررته بعدة مناسبات ( يمكنك الإطلاع على موضوع اسألني ما تشاء الخاص بي )

بداية كنت أكتب في منتدى جامعي طلابي لكليتنا ثم أنشأت مدونة ووردبريس مجاني صرت أكتب فيها بالتوازي مع المنتدى وبعدها صرت أكتب أشياء خاصة بالمدونة وحينها - عام 2008 - كان عدد المدونين والقرّاء ضعيفاً والتفاعل ضعيف

مرت السنوات وبعد عامين على ما أذكر عرض علي شخص لا أعرفه أن يشتري لي نطاق ويهديني استضافة بدلاً من المدونة المجانية .. وهنا قررت الإنتقال للتدوين المتخصص بدلاً من التدوين الشخصي واستعراض الأفكار العامة

واجهت المدونة عدة مشاكل دفعتني للانتقال لجهة أخرى وواصلت التدوين المتخصص.

كوني مختص أكاديمياً بالاقتصاد والإدارة والبزنس عموماً، ولدي اهتمام بالتقنية، أصبحت أكتب مقالات تجمع بين هذين التخصصين وهو شيء لم يكن شائعاً حينها - وربما حتى اليوم؟ - وأحياناً كنت أكتب مقالات دسمة فعلا تستغرقني وقتاً في البحث وترتيب الأفكار وحتى الترجمة بحالات معينة، وهذه المقالات الدسمة كنت أنشرها في موقع عالم التقنية كمدون ضيف لا أتقاضى عليها أي شيء سوى أني أردت لهذا المحتوى أن يصل لشريحة أكبر وهذه كانت أفضل قناة أتيحت لي.

مع مرور الوقت لاحظت إدارة الموقع جودة المحتوى الذي أقدمه لهم مجاناً، فعرضوا عليّ العمل معهم بشكل مستمر ومدفوع وكنت أكتب الأخبار والمقالات. بالتالي يمكن القول أني لم أحدد الموقع أو أتواصل معه للعمل بل حصل العكس، فقط كنت أنشر كمدون ضيف بالبداية لأنهم أتاحوا المجال وهو ما يفعله الكثير من المواقع اليوم لأنه ببساطة لا أحد يرفض غداء مجاني!

لم أفهم ما الذي تريد أن تعرفه حول حقوق الملكية الفكرية لكن عندما تنشر كمدون ضيف يجب أن تقدم تدوينة غير منشورة في أي مكان آخر، لكن أنا اتفقت معهم أني أنشر التدوينة لديهم ولدى موقعي بالتوازي بنفس الوقت وتمت الموافقة. لكن لاحقاً عندما أصبح عمل مأجور فإن ما تكتبه للموقع يصبح من حق الموقع وطبعاً اللصوص كثر جداً لدرجة أنك لا تهتم لمطاردتهم

عام 2008 وعندما كنت أكتب بمدونة ووردبريس مجانية ولا أحد يقرأ لي، كنت اهتم فقط بإيصال الفكرة بدون أية أساليب في الكتابة أو اهتمام باللغة. حالياً مع تحول الأمر إلى مهنة كان لابد من تعلم أساليب الكتابة وهو ما طورته على مدى سنوات طويلة من خلال الملاحظة والتجربة .. ببساطة عندما تكتب أكثر من 10 آلاف قطعة محتوى، لابد أن تطور أسلوبك.

حالياً لدي الكثير من الأخطاء القواعدية لكني أعتقد بأن القارئ العربي المتوسط لا تهمه هذه الأخطاء، يكفي أن لا تكون هناك أخطاء إملائية أو نحوية وهذا ما أصبحت أتفاداه بالفعل.

على العموم مسيرة عشرة أعوام بهذا المجال وضعت بصمتها على حياتي من كل النواحي، بداية من المحاولات المغمورة المبتدئة، مروراً بالتحول إلى عمل يدرّ دخل، وصولاً إلى مهنة أتوقع أن استمر بها.

بالنسبة لي مع أنني لا أنتمي للمجموعة التي دعوتها و لكن سأحاول التحدث عن تجربتي في التدوين؛ حيث بدأت الكتابة ولاتدوين على الإنترنت منذ "حول" تقريباً، ممرت بالعديد من الصعوبات في العمل الحر و الكتابة في بعض المواقع، لأنه و ببساطة إن لم تعجبه طريقة كتابة و أخطأت مثلاً يتم قذفك لكلمات لا يقبلها القلب و العقل طبعاً، بعد هذه المواقع الصعبة "بالنسبة لي" قررت و أجزمت أن أبدأ التدوين بموقع خاص بي، لأكتب ما أريد و أخطأمتى أخطأت و لا أجرح بمثل تلك الكلمات الجارحة. المهم كانت فكرت موقعي أن يكون مزيد معرفياً بين البرمجة و التقنية و تقديم بعض النصائح و الإرشادات للمبتدئين بالإضافة إلى دروس في مجال (الذكاء الإصطناعي)؛ و بعد مدة من الزمن مع موقعي الحبيب 3> إحتجل إلى بعض المال لتجديد الدومين مثلاً و الحصول على قالب جيديد، فقررت الدخول أو الرجوع إلى العمل الحر مجدداً بعد ما تطور مهاراتي الكتابية من موقعي السابق، بدأت العمل على موقع (خمسات) و أطلقت أول خدمة لي بإسم (أكتب لك 4 مقالات تقنية - برمجة + هدية بـ5 دولارات فقط!)؛ ثم سوقت للخدمة عبر مواقع التواصل الإجتماعي عبر المجموعات الذات صلة بالخدمة، فحلت في أول أسبوع على خدمتين، واحد منهم أعاد الطلب 5 مرات متتالية؛ مما دفعني إلى لباس ثياب الحماس والإنطلاق مجددًا نحول أحلامي التي بدأت من أجلها ...

و من ثم إلتحقت بعدة مواقع لأضع فيها بصمتي و لأزيد من قدراتي الكتابية، لأنني مازلت أعتبر نفسي ضعيف في الكتابة و الترجمة، و أنا مصر لأمكل ما بدأته، و بالطبع مع موقعي أيضاً لأن جمهوري أصبح جيد نوعاً ما ...

مرحباً،

على الهامش أعتقد أن الصحيح قول "احك لنا" بحذف الياء لأنه أمر.

أشكرك بدايةً على دعوتك اللبقة.. أولاً لا أظنّ نفسي وصلتُ لمرحلةٍ أُنعَت بها "مدونًا رائعًا"، بل إن الأمر سيتتطلبني وقتًا كثيرًا حتى أصل إلى ذلك.

أولى أيامي في عالم الإنترنت عمومًا كانت على المنتديات السفيهة، التي انتقلتُ منها إلى عالم الربح من الإنترنت وبدأتُه - كباقي الناس - بمواقع الضغط على الإعلانات. عندما وجدتُ مواقع شركة حسوب كنت أود الدخول إليها بشدة، لكن كان هنالك مصممين ومبرمجين وكتاب ومترجمين وغيرهم الكثير، فمن أنا؟ ولمن أنتمي؟ سألت نفسي.. قررت أن أدخل الصراع كاتبًا، فهذه المهنة - على حد تفكيري وقتها - لا تحتاج الكثير من الجهد ويمكن لأيٍ كان دخولها.

بدأتُ في تقديم خدماتي على موقع خمسات وكنت آخذ الكثير من التقييمات السلبية، فتركتُ حسابي فترةً حتى قمت بتطوير نفسي أكثر ثم قمت بإنشاء حساب جديد على الموقع لتكون بداية جديدة لي. ومع كل خدمة أقدمها، وكل مشروع أسلمه، كانت خبرتي تزيد، بل تتضاعف. كنت أشعر أن خبرتي تقفز قفزًا وتزيد بشكل غير مسبوق.

لكنني - في نقطةٍ ما - شعرت أنني اكتفيت من العمل لقاء دولارات قليلة لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تستحق الجهد المبذول لأجلها؛ فعندما شاهدت إعلانًا لخمسات يحتوي جملة خدمات بأقل الأسعار أو شيء من هذا القبيل تساءلت، لماذا نبخس نحن أنفسنا لكي يربح الموقع شهرته وتطوره؟

حاليًا لا أتعاقد إلا مع عميلٍ محترم ومقدر، يعرف قيمة عملي ككاتب ومترجم، ومستعد لدفع مبالغ مجزية عن المشاريع التي أسلمها.

الكتابة في مواقع التدوين الجماعي

في السابق، كنتُ أسخر ممن ينشرون مقالاتهم المجانية في مواقع التدوين الجماعي المختلفة ويواظبون عليها، فأقول: يا لهؤلاء الحمقى الذين لا يدركون مصلحتهم ويضيعون وقتهم هباءً! لكنني مع الوقت، علمت قيمة الكتابة في هذه المواقع من تسويقٍ للذات وغيرها، فبدأتُ في الكتابة بمواقع مختلفة، كان على مقدّمتها "ساسة بوست" الشهير.

الآن أكتب باستمرارٍ في موقع اسمه"زِد"، موقع رائع ومريح وجيد للكتّاب - والمترجمين - المبتدئين والمخضرمين، نشرت فيه ما يزيد على 40 مقال وسأحاول نشر 100 مقالٍ هذا العام.

حقوق الملكية الفكرية

لم تكن لديّ أدنى فكرة عما يسمى الحقوق الفكرية، فكنت أقتطف من المدونات والمواقع جمل وفقرات كاملة دون مسؤولية أو اكتراث، لكن الأمور لا تجري هكذا.

فعندما تترجم مقالاً مثلاً، يجب أن ترجع لصاحبه (كاتبه) الأصلي وتطلب منه ترجمة ونشر المقال، فإن لم يأذن لك فيحظر عليك ترجمته، وإلا كنت سارقًا للملكية الفكريّة.

تطوير نفسك في هذا المجال

يصعُب قول الأمر في بضعة فقرات، فهذا يتطلب مقالاً كاملاً للحديث عنه، أو حتى كتابًا!! لكنني جمعتُ لك أدناه بعضًا من نصائحي في مجال الكتابة (ملاحظة: هذا ليس ترويج، إذا كنت تعتقد ذلك فتستطيع عدم الضغط على الروابط).

أهلًا،

البداية كانت بالقراءة : حين تقرأ تتولد داخلك رغبة بالكتابة، هذه شبه قاعدة بالنسبة ليّ.

لذا فقد بدأت بإعادة صياغة القصص التي كنت اقرأها، ثم انتقلت لقصصي الخاصة: كقصة شاب اسميته "مؤمن" وهو شخص مثالي في كل شيء!

وعندما تعرفت إلى الانترنيت، كانت بدايتي مع المنتديات وأولها منتدى (داعية.نت) ثم (برامج نت) ...

وغالبًا ما كنت أقضي الساعات الطوال في تحضير "موضوع" للمنتدى:ابدأ فجرًا في صياغة المسودة، وانشره بحلول الـ 9 صباحاً.

ثم تعرفت إلى مدونة الأخ (رشيد)، ومنها انطلقت إلى عالم المدونات: حيث بدأت بتنصيب سكريبات بسيطة للتدوين، لا تدّعم العربية، ودون قوالب (كان ذلك قبل معرفتي بالعالم السحري للوردبريس).

ومع إطلاق الأخ رشيد لموقع (عرب ووردبريس)، وكنت أحد الأعضاء الأوائل فيه، اكتشفت قدرات هذا السكريبت العجيبة، مما دفعني لإنشاء مدونتي الخاصة التي حملت اسم (بقعة حياة) ... تلتها (المحتوى الأفضل ﻷصحاب المواقع) وبعدها (أرواح نقية)... والآن أكتب في مدونتي الخاصة (تجدونها في ملفي الشخصي).

هذه أبرز النقاط التدوينية اللي مررت بها.

بالنسبة لمواقع التدوين الجماعي، فبدأت الكتابة فيها منذ سنتين، كنت أحدّث نفسي قائلًا: حُلم كل مدّون هو أن يحصل على الزوار وأن يستفيد هؤلاء الزوار، وبما أن موقع التدوين الجماعي يضع أسمك، فما المانع من الكتابة فيه؟

وهكذا تنقلت بين كل موقع حمل اسم (مقال) ... واشتقاقاته "مقالة - مقالات - مقالتي ...."، وأفادني ذلك بالحصول على عملاء لخدمات الكتابة والتحرير :)

بالنسبة للسياسات والحقوق الفكرية، فبما أن معظم ما أكتبه من بنات أفكاري، فأنا لا أعاني من تلك المشكلة بفضل الله.

أما بالنسبة لقضية تطوير اللغة، فتأتي من الممارسة وعرض الأعمال على الكُتّاب الآخرين. المهم أن تتقبل ملاحظات القراء حتى لو بدت بسيطة وربما "سخيفة" ففي النهاية: أنت تكتب لهم!