ماذا يحتاج الانترنت العربي؟ أو هل تعتقد أن إدخال [ادخل فكرة جدية هنا] إلى الانترنت العربي قد تنجح؟ هي اسئلة تطرح كثيراً، وهناك الكثير من الاجابات عليها، وهي اسئلة منطقية وجيدة من الممكن الاستفادة الفعلية منها... ولكن، الاهم من ذلك كله، ما هو المحتوى الذي لا يحتاج الانترنت العربي المزيد منه، أو لا يحتاجه أصلاً في البداية.

برأيي، هناك مواضيع، مواقع، صفحات فيسبوك، وقنوات يوتيوب لا يجب أن تتكاثر في الانترنت العربي، على الرغم من أنها تكاثرت و"شبعت" من التكاثر، سأحاول تلخيصها كلها في لائحة واحدة، وانتظر التعليقات عن علاج هذه السرطانات، أو إضافة مرض كنت قد نسيته. على امل ان استطيع يوما البحث باللغة العربية عن موضوع ما دون وضع "طاسة الرعبة" بجانبي.

  • المواضيع السياسية الكاذبة، والاشاعات، كالخبر الحصري عن احد اقوال الرئيس الفلاني الذي قاله بعد ان مات بعشرة اعوام، الغريب في مثل هذه المواضيع هي التعليقات التي تقول "طبعا سيقول ذلك، فهذا هو الحق" ربما هو الحق ولكن كيف سيقوله وهو ميت؟

  • المواضيع الطبية التي لا اصل لها، ككيفية التخلص من السكري عن طريق نقع مسحوق الفلافل بعد القلي، على ذلك أن يتوقف، حقاً عليه أن يتوقف، لن يتم علاج السكري "أو حتى الرشح" عن طريق غلي الطماطم.

  • المواقع القائمة كليا على النسخ، السيء في هذا الموضوع هو أنها تظهر غالباً في نتائج البحث قبل المواقع الاصلية التي نشرت المقال "وقد حصلت معي مرة"... الاسوا عندما يبدا الناسخ "بتشغيل مخه" ويعدل الروابط الموجودة في المقال بروابطه الربحية... حسناً، على هذا السرطان أن ينتهي

  • الاعلانات، المقالات الاعلانية، والمزيد من الاعلانات، واحزر ماذا أيضا؟ الاعلانات المنبثقة... سأستحمل أحدها في صفحة واحدة، ولكن حتى ولو كنت ستقدم لي الدليل للزواج من مليونيرة والخروج من هذه الحياة التعيسة، او الUser Guide الخاص بالبشرية، لن استحمل اثنين منها في نفس المكان... الحد الانساني للاعلانات في الصفحة هو 3 اعلانات... اتفهم الحاجة للمال ولكن الامر يصبح سخيفا.

  • صفحات الفيسبوك وقنوات اليوتيوب التقنية، هذا الموضوع ليس مزعجا بقدر كونه محزن، ما يحصل هو أن احد المبتدئين يقوم بفتح قناة يوتيوب او صفحة فيسبوك لنشر التطبيقات والحلول التقنية، لا يجد من يهتم بذلك، يتوقف ومن ثم يتخلى كليا عن الموضوع، ويتوجه لمجال اخر "ربما التويتر :D"... المرحلة المزعجة هي مرحلة الفتح الى أن يصل لمرحلة فقدان الامل، لربما يكون مبدعا حقاً... ولكن التسرع والمكان الغير مناسب حطم احلامه... لسنا بحاجة للمزيد من صفحات الاندرويد ذات ال200 معجب وقنوات المعلوميات ذات المتابعين والثلاث متابعين.

  • لن أشرح كثيراً عن أخر سرطان، وهو الذي دفعني لكتابة هذا الموضوع، فقط سأقول هذه العبارة: مجموعة "كلاش أوف كلانز العراق، تنشر منشورات من نوع اضغط لايك وقل الله اكبر، تحوي 8 ملايين مشترك، لست أبالغ، حرفيا 8 ملايين، بينما صفحة الباحثون السوريون "لست من كبار المعجبين بالمبادرة ولكنها ما تزال مبادرة توعوية جيدة" لم تصل الى الان للمليون الثاني.

الأمر محزن حقاً ولكن ربما سنتوصل لحل...