أطرح هذا الموضوع للمناقشة لأنه من الأشياء التي ربما بت أضيق كلما رأيتها، كثير ممن يريدون "إثراء" المحتوى العربي تجد في طريقة تسويقهم لأعمالهم نبرة "التفضُل". هذه الطريقة في التسويق سيئة جدًا ففقر المحتوى العربي النسبي لا يعني أن ما ستقدمه أنت بالجودة المطلوبة أو العالية.
تقديمك لأول دورة تعليمية للبرمجة باللغة العربية مثلًا لا يعني بالضرورة أنها أفضل دورة تعليمية في هذا المجال.
تدوينك وكتابتك تحت شعار أنك تثري المحتوى العربي لا يعني بالضرورة أن تدويناتك جيدة ومفيدة.
إضافة صفة "العربي" لما تقوم به هو شيء جيّد لكن هذا لا يعني أن ترتكز على هذه الخاصية فقط في تسويق عملك. الأفضل أن ترتكز على صفات الجودة في ما تقدمه سواء كان بالعربية أو بغيرها من اللغات، وأرى هذا أفضل في تحقيق أهداف تطوير الويب العربي وإثراء محتواه. إذا كنت ستقوم بتطوير تطبيق ما أو كتابة تدوينة، أو تصميم شعار لا تلتزم بمبدأ "هذا أفضل ما يمكنني تقديمه لهؤلاء" التزم بمبدأ "هذا أفضل ما يمكنني تقديمه لأي أحد"
في النهاية إذا كنت ترى أن ما تقوم به تفضلا منك فهذا غير صحيح .. اليوم أنا وأنت نكتب ونساهم، وسيأتي اليوم الذي يستفيد من بعدك من مساهماتك وأعمالك سواء تطوعية أو مدفوعة. سيأتي اليوم الذي يقرأ أطفالك وأحفادك ما تكتب، سيأتي اليوم الذي يتعلمون فيه عبر دوراتك التعليمية ويستخدمون المنصات التي صممتها وطورتها.
في الآية الكريمة
"...فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ" - الرعد 17
التعليقات