يوما ما ،ستجد نفسك جالسا في شرفتك،راخيا جسدك كريشة تتراقص في الهواء فتقبضها الأرض بحنين.ترشف من كوب شايك المصقوع.تتأمل في السماء التي بدت كغير عادتها لهجر النجوم لها، كدار الميت بعد رحيله.ستتنهد بعمق بارد .متذكرا الوجوه التي مرت عليك بين صالح وطالح ،لطيف وخبيث.بين من جعلك يوما فرحا أو حزينا . بطلا كان أم جبانا.مستشعرا شبح ابتسامة يرتسم على طرفي شفتيك تلك الابتسامة التي تجمع بين الحنين والغصة.كالعيش في لحظة متناقضة؛الحاضر الأليم والماضي الحقير.فتشعر بعدها بمرارة الحقيقة تخطفك بين دروبها متخبطا بين ذاك وذاك كأبواب المقابر التي تشهد على غدر الزمان لأصحابه.مدركا أن كل الناس الذين عرفناهم أو نعرفهم حتى الذين سنعرفهم، ماهم إلا قصص ستروى وكأنهم لم يكونوا يوما أبدا .

ستتساءل عن مصيرهم وتعلم أنك قد نسيت آخر لحظة قضيتها معهم ،سيأخذك الحنين فتجتر بعضا من الذكريات ممتنا لهم عما أصبحت عليه....

🤔 وأنت عزيزي القارئ، هل تحن لماض جمعك بأناس لم يستحقوا لقب صديق؟!