أستيقظ كلَّ يوم
كأن أحدهم تحدّاني أن أفعل.
كأن صوتاً همس في الظلام:
"أتحداك أن تحاولي من جديد."
وأنا أفعل،
عناداً،
أو أملاً —
لم أعد أفرّق بينهما.
ثمة عفن في فنجاني،
ومع ذلك أشرب منه،
لأني لم أعد أعلم
إن كان ما يقتلني
في الخارج… أم في داخلي.
كنت أظن أنني شعر،
تعرفين؟
أن للحزن داخلي قواعد نحو.
أنني لو نزفتُ بشكلٍ أنيق،
لأطلق أحدهم على ذلك فنّاً.
لكن حزني الآن بلا وزن، بلا قافية،
ولا أحد يصفّق لذلك.
نعم، أنا درامية.
مُفرطة في الإحساس
بطريقة تبدو أشبه بمرض.
أبكي على الزهور الذابلة،
وأعطي الشقوق في سقفي أسماء.
أشتهي أشياء
لا أجرؤ على قولها بصوت عالٍ،
دون أن يُقال لي إنني
"أكثر من اللازم"،
دائماً أكثر من اللازم.
لكن رغم كل شيء —
أكتب.
كما قالت بلاث:
أتأرجح.
أزحف نحو نواة
لست متأكدة من وجودها أصلاً.
أحياناً أظن أنني وجدتها —
مدفونة تحت سنين من الصمت،
تتعفن بهدوء كفاكهة قديمة.
وأحياناً
ليست سوى
هلوسة جديدة،
مصنوعة من الوحل والحكايات.
لكنني أكتب على أي حال.
حتى لو لم يقرأ أحد.
حتى لو لم يصفّق أحد.
حتى لو تعفّنت الكلمات على الورق،
كما تعفّن كل شيء
حاولتُ أن أحبّه.
أنا على الحافة.
لا ألوّح، ولا أغرق —
بل فقط
أنتظر
أن يخبرني أحدهم
أن من المقبول
أن أشعر بكل هذا
ولا أملك إجابة.
التعليقات