قالوا إنها ضربة تحذيرية.
لكن من يُحذِّر أمًّا
وهي تغسل شعر ابنتها الميتة؟
قالوا إنه عدل.
لكن العدل لا ينبغي أن يكون طعمه
كالدم
في فم جدة
تبحث
عن أطرافٍ كانت
لصبيٍّ ربّته.
كانت أمًّا وضعت جسدها
فوق رضيعها
حتى ينجو أحدهما على الأقل.
إنها الفتاة المسلمة.
إنها الفتاة المسيحية.
إنها "آمين"
و"Amen"
المنسكبة من شفاهٍ مرتجفة
بينما تسقط القنابل كالنجوم.
وعندما يسألون عن اسمها،
لا تقول "لاجئة".
لا تقول "ناجية".
تقول:
"أنا ابنة الأرض التي سرقتموها."
إنها الفتاة
التي مشت حافية
لأن حذاءها
كان تحت الأنقاض
مع ابتسامة أمها.
إنه الفتى
الذي رأى أخاه يموت
ولم يبكِ —
لأنه كان يعلم
أنه التالي.
إنها صدى أغنية زفاف
تحوّلت إلى موكب جنازة.
العروس التي ارتدت الأبيض
ونزفت الأحمر
على عتبة بيت
لم يعد موجودًا.
ليست جزءًا من دورتكم الإخبارية.
ليست "وضعًا".
ليست لحظة صمتٍ لمدة دقيقتين.
إنها مقبرة أطفال
دون شواهد.
إنها سماء
أمطرت صواريخ
بدلًا من الرحمة.
إنها نبض
تحت الأنقاض
رفض أن يتوقف
حتى اضطرّ لذلك.
إنها فلسطين.
وحتى حين تموت،
فهي لا تموت.
هي في كل كوفية.
في كل وتر عود.
في كل نواة زيتون
تتجاوز عمر الدبابة.
إنها الدمعة
التي ستُغرق الطغاة.
الغبار
الذي سيخنق إمبراطورياتهم.
إنها الدم
الذي لم يستطيعوا غسله.
النَّفَس
الذي لم يستطيعوا سرقته.
الأم
التي نهضت من الرماد
وطفلها في ذراع،
وحجرٌ في الأخرى.
إنها فلسطين.
ولن
تطلب
إذنكم
لكي تعيش.
التعليقات