الإله من الآلة تقنية قديمة، أثبتت فشلها لاحقا، ولازلت مستعملة لليوم، وإن كان بصور أخرى متعددة وانبثاقات أو انبعاثات عن المصدر الأصل. تفيد بأنه في المسرح اليوناني، كان ينزل الإله ليحل تلك المشاكل بين الشخصيات التي عجز المؤلف عن حلها وأسرف في التعقيد بدون طائل. إحدى تلك المشاكل، حين يضع المؤلف، شخصية ما، مهمة، موضع الخطر، هنا يلزم التنبه لثلاث مسائل بالغة الأهمية

أولا أنا مرتبطش بالشخصية أصلا، يعني لا تعجل في محاولة تخويفي على الشخصية، وتقول مثلا

وقف على الحافة

وقفز

.

.

ولكنه لم يقفز للأمام، بل للخلف عائدا إلى الشرفة!

هذا لا يكون له أي قيمة لو لم ارتبط بعد مع الشخصية، ولم أتعاطف مع همومها بل وقد أتبنى أفكارها.

ثانيا المواقف الخطيرة، وكيفية تعامل الشخصيات معها، هي عامل جذب مهم للقارئ تجاه هذه الشخصية.

هذا ينقلنا إلى ثالثا، وهو تصميم موقف خطير فعلا.

يعني لا يوجد خطورة كافية في القفز من أول طابق! ليس بالضرورة على هذه الصورة، ولكن، إذا كان البطل يركض، فنحن ندرك أنه لديه فرصة للهرب. لا يصح معه، اللعب على بعض التقنيات النمطية لإخفاء حقيقة هل هرب حقا أم لا. هذا النوع من التلاعب المبتذل (والذي لا يخيل على المشاهد الكريم) نجده في المسلسل المقتبس عن سلسلة أفلام جون ويك، حيث يحدث كما اعتدنا في السينما الأمريكية، يطلق القتلة النار على السيارة المقلوبة، ولكن المونتاج، سمح بقفزة سينمائية، فالأبطال كانوا قد فروّا من السيارة، نفس الأمر لو انفجرت السيارة، أو انحرفت من فوق حافة، أو سقط عليها نيزك من الفضاء!.