لا يعد الأمر غريباً أن نجد اليوم الكثير من المؤسسات الإدارية تتبنى التطور التقني وتعمل بوسائله في أداء مهامها، فالأمر يفرض نفسه كحتمية... مجبرين لا مخيرين.

في إطار مسعى رقمنة قطاع التعليم والتعاملات المختلفة في الوسط الجامعي في الجزائر، مؤخراً، تم إطلاق شعار "سياسة 0 ورق" في الإدارات الجامعية، وحتى في مناقشات أطروحات الدكتوراه. وبالرغم من أن الخبر يبدو مفرحاً في حق الطلاب الذين ينفقون أموالاً طائلة من أجل طباعة مذكراتهم، إلا أن الواقع يبدو مختلفاً عما هو متداول في الصور والنصوص التي تتداولها بعض المواقع.

فهل يعني هذا أن "سياسة 0 ورق" هي جواز سفر لعالم رقمي متطور؟ إلغاء الاعتماد على الورق والكتابة عليها وانتقال كل شيء للنظام الآلي، هل هذا يعبر عن تطور الإدارة أم أنه مجرد إجراء من أجل لفت الانتباه؟

ألهذه الدرجة اعتمادا على الورق يعد مؤشرا على التخلف او التراجع، بالرغم من أنني أؤيد فكرة أن يتم التقليل من استعمال الورق في الحالات التي يستدعي ذلك. لكن للورق أهمية ولا يزال مطلوباً في بعض الأحيان لإعداد التقارير الرسمية والوثائق الرسمية.

ومع ذلك قد نجد من الإيجابيات التي قد تنتج عن اعتماد سياسة 0 ورق بشكل كامل. هي تقليل التكاليف وتوفير الوقت والجهد في إدارة الملفات والوثائق. أيضاً تقليل التأثير البيئي الناتج عن صناعة الورق.

لنفترض أن هذه السياسة نجحت بالفعل من عامها الأول، فهل يمكن للبشرية جمعاء أن تستغني عن اعتماد الورق بشكل كلي؟، هل باستطاعتك انت أن تطبق هذه القاعدة في حياتك المهنية، وتستغني الاعتماد على الورق؟