ونحن على مشارف انتهاء السنة الدراسية في الكثير من البلدان العربية، فالأكيد أن هناك بعض الطلاب عبر فضاء حسوب الذين يشعرون بالفخر والإنجاز بعد الكد والاجتهاد الذي بذلوه طيلة العام الدراسي، ولهم منا كل التهاني والتبريكات.

إذن، بالأمس فقط وأنا أتجول في مواقع التواصل الإجتماعي، صادفت منشوراً كتبه أستاذ يفيد بأنه قد تم اكتشاف عدد من مذكرات التخرج التي تم إنجازها كاملةً عبر تقنية الذكاء الاصطناعي، تخيلوا الأمر لم يثير ضجة كما أثارها عقلي بعد سماع الخبر، لا اعلم لماذا؟ هل لأن الأمر كان متوقعا؟ وأي جرأة يملكها هذا الطالب لأكثر من 13 سنة في الدراسة ليترك مذكرته تنجز من طرف تقنية صماء لا تسمع ولا ترى سوى أنها تنفذ ما قيل لها انطلاقا من قاعدة البيانات المتوفرة لديها.

ما أثار في ذهني العديد من الأسئلة لحظتها، لعل أبرزها كيف تم كشف عن ذلك؟ فهل تمكنت الجامعات العربية من توفير أدوات للكشف عن السرقة العلمية التي تتم عبر تقنية الذكاء الاصطناعي؟ وهل يتعين علينا أن ندق ناقوس الخطر حول هذه الظاهرة المتفاقمة، حيث أن تزايد عدد الطلاب الذين يعتمدون على الذكاء الاصطناعي للحصول على معلومات من مصادر متنوعة، سيؤدي إلى تقليل الدافعية في الطلاب للتميز والإبداع؟

أم أن الأمر مفرح بحق، لأن تفاقم هذا الأمر سيجعل المؤسسات والشركات لن تعترف بشهادات التخرج وتبقى المهارات هي مفتاح ولوجك وقبولك للعمل.

لا يخفى على أحد أن هذه المسألة تحتاج إلى دراسة وتحليل أكثر، في التطور التكنولوجي يحمل في طياته العديد من الفرص والتحديات في المرحلة الراهنة والمستقبلية. ولكن يجب ألا ننسى أن التميز الحقيقي يأتي من خلال الجهد والعمل الدؤوب والإبداع الفردي. ولذلك، ينبغي أن نشجع الطلاب على الاعتماد على مهاراتهم الشخصية وتطويرها بشكل مستمر، ولكن كيف سيتم ذلك، لا اعلم ؟

وأنت ما رأيك؟ هل سمعت في بلدك أخبار تفيد بأن مذكرات التخرج تم انجازها بتقنية الذكاء الاصطناعي، وكيف ستبقى شهادة التخرج الجامعي ذات مفعول كما كانت عليه في السابق؟