لو طلب منك كتابة نص تسويقي لا يعكس حقيقة ما تقوم به المؤسسة، كيف ستكون ردت فعلك؟

استخضر في ذاكرتي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا" وهذا غش بعينه أختي الفاضلة.

استخلصي من المعنى الجميل لأسمك سبيل لرزقك بارك الله فيك.

كتابة نص تسويقي لعميل معين وارفق لنا بعض المواصفات والجمل التي لابد ان نضيفها في النص، ولكنها لا تعكس حقيقة ما تقوم به مؤسسته أو بالأحرى يدعي المثالية فقط من أجل جذب العملاء اليه

شخصياً لا أستطيع القيام بعمل مثل هذا. ستأتي كلماتي أو ألفاظي فاقدةً للحرارة و الثقة التي من شأنها تبث في القارئين أو المستمعين أو المشاهدين الثقة و الدافعية لشراء ذلك المنتج. لا أحب أن أعمل أو أسوق شيئا غير مقتنع به شخصياً. لا يعني هذا أن أكون أنا شخصياً أحتاجه أو أستخدمه، بل يكفي أن يكون الموضوع الذي أسوق له له قيمة حقيقية تضيف إلى المستخدم. لابد أن أشعر به وأشعر أني لو اقتنيته سأستفيد شخصياً.

وانت في تلك الأثناء كنت بحاجة الى الأرباح التي تجنيها من ذلك المشروع، هل ستنفذ طلبه أم ترفض؟ ولماذا. 

أعتقد لا. لم أوضع حقيقةً في موضع كهذا ولكن أراني لا أقبل. ليس من فرط مثالية مني ولكن من معرفتي بطبيعتي التي تتأجج ناراًُ إذا اقتنعت بشيئ وتنطفئ وتصير لا شيئ إذا فقدت ذلك الإقتناع. أما لو أنً أحدهم يجيد التمثيل ويكون وقع كلماته كما هو في حماستها وصدقيتها بحيث توصل شعوره هو لنفسية المتلقي، فليقم به وسينجح وهذا في ظني راجع إلى طبيعتنا وشخصيتنا.

وانت في تلك الأثناء كنت بحاجة الى الأرباح التي تجنيها من ذلك المشروع، هل ستنفذ طلبه أم ترفض؟ ولماذا. 

عند التفكير في أمر كهذا عقلي دائمًا يقول لا لأنني مسؤولة أمام الله عن كل من رأى واعتمد على نصي التسويقي أثناء الشراء وخُدع بالنتيجة، الأمانة شيء لا يجب التفريط به أبدًا مهما كانت الظروف. إذا كانت الشركة ترغب بالظهور في هذا المظهر الأولى ان تسعى لتحقيق هذا الشيء فعليًا لتكون حقيقية وجديرة بالثقة.

قلت عند التفكير لأنه لا نعرف ظروف الأشخاص قد يتغير الرأيي والموقف عندما يكون الامر جدي يتغير الرأي، لكن مهما كانت الظروف لا ينبغي التخلي عن الأمانة في العمل فهذا بطريقة ما غش.

سأعمل بكل تأكيد على القيام بالعمل، أنا لست مسؤولاً أبداً عن الأعمال وتوجهها من الناحية الأخلاقية، هناك العديد من الموظفين الذين يعملون في شركات لا تعكس بالضرورة وجهات نظرهم أو نقائهم وصفائهم الأخلاقي، أنا لدي عمل، هذا العمل أخلاقي 100% لإنه يمثّل ما قد أقوم به يومياً، إنني أقوم بأعمال مشابهة في كل يوم، إذاً لا مشكلة: لكن لماذا؟ لإننا في حال وضعنا معايير أخلاقية ومقاييس كثيرة لقبول أي عمل سيصبح من الصعب علينا تحصيل أي مال من أي عمل لإنّ هذا مفتوح جداً وأمر غير واضح بالمرّة، المهم أنّ ما أقوم به هو أمر قانوني، القانون هنا في هذه الأمور يحكم كل شيء، هو المُسيّر والمُعتمد عليه بالدرجة الأولى.

ولكنت مدركة يا عفيفة أن هذا المنتج مؤذيًا وليس " ولكنه جيد" الأمور ستسير على ما يرام بنهاية هناك سعر للمنتج ويمكن أن يقدر المستهلك مقدار القيمة مقابل المادة.

ولكن لو كنت سأسوق لمنتج للبشرة وأنا أدرك أن هذه المنتجات مصنوعة بطريقة غير شرعية وليست على المقايس المطلوب أعتقد أني لن أفعل وركزي اني كتبت سأسوق اي سيكون هناك اتصال فعلي بيني وبين المستهلك .

ولكن في حالة الكتابة فالطبيعي حتى لو كان منتج عادي أن يسعى لكتابة أفضل ما يمكن عن المنتج. لا أحد يشتري المنتج فقط لما كتب عنه الناس اصبحت تشتري المنتج بناء على المراجعات الإحالات السعر هناك معايير أي الكتابة التي سأكتبها لن تكون السبب الأول لشراء بقدر السبب لحصول الفضول تجاه المنتج.