في المساهمة السابقة تطرقت عن أهم المسائل التي يُثار حولها نقاش في مجال التدوين، خصوصا بالنسبة للكُتاب المبتدئين في حيرةٍ بين اختيار الكتابة في مجال واحد أو الكتابة في مجالات مختلفة، وقبل كل شئ لابد أن نُدرك بأن أغلبية الكُتاب العظماء اليوم هم أيضا كانوا مبتدئًين في يوم من الأيام، لذلك الخطوات الأولى مهمةفي تشكيل مسارنا الأدبي.
لكن اليوم حديثي سيكون عن المعايير التي التزمت بها في مقالي التمهيدي للمدونة، بشكل عام المقال الأول يعد فرصة تسويقية مهمة بالنسبة للكاتب وقد ينتابنا شعور هائل بالفراغ والحيرة في كيفية اختيار الموضوع الأول، عن ماذا نتكلم؟ وكيف يمكن أن يكون إخراجه؟ وغيرها من الأسئلة المهمة التي قد تدفع بنا الى حد انتظار أسبوعا كاملا من أجل تجهيزه.
في الحقيقة التردد الذي يراود الكاتب أمر طبيعي، بل هذا ما لابد ان يكون عليه، المقال الأول هو محتوى تسويقي بإمتياز وعلى أساسه يمكن أن يرسم للقارئ نظرة عامة حول المواضيع التي يهتم بها الكاتب مستقبلا خصوصا إذا كان يكتب في نيتش معين.
وقد نجد بأن هناك العديد من المعايير المهمة التي لابد أن يعيرها الكاتب اهتماما أثناء كتابة المقال، باعتبارها مسألة تحتاج الى التركيز والتريث أكثر من جعلها لحظات لإفراغ ما في جعبت صاحبها، ومن الجوانب المهمة التي اهتميت بها:
1- الجانب الضمني : يتعلق بالمضمون من الأساس، إذا كانت المدونة تصب في مجال محدد، الأولى أن نجعل موضوعنا شاملا في المجال ذاته، كيف ذلك؟ مثلا إذا كانت المدونة تهتم بمجال صناعة المحتوى، من المستحسن أن يكون المقال الأول يتحدث عن ماهية صناعة المحتوى كنبذة تعريفية للقارئ، وليس من المنطقي أن نخوض في المصاعب والتحديات التي تواجه صناع المحتوى في البداية.
من ناحية أخرى، حجم المقال معيار مهم في انجذاب القارئ لاتمام القراءة وضمان عودته من جديد، وفي حالة وجد القارئ بأن المقال الأول مليئ بالحشو ومجرد ثرثرة فارغة للكاتب،فلا ننتظر عودته الينا، النظرة الأولى لمقال قد تجعله يصدر حكما عن شخصية الكاتب أيضا، ربما ذلك اجحاف في حق الكاتب وليس من المنطقي أن يكون المقال الأول هو صفارة الحكم التي نطلقها عليه، ولكن القارئ اليوم يعيش وسط سيل هائل من المحتويات والمضامين المتنوعة فمن الصعب اقناعه بالمضمون بسهولة.
2- الجانب الإخراجي: يلعب الشكل الخارجي للمقال دورا في لفت انتباه للقارئ، سواء من ناحية التنسيق وربط بين الفقرات أو من ناحية الصور المرفقة للمقال، ومن الأفضل تفادي الصور المكتظة بالألوان والأشكال التي تشوش ذهن القارئ في ربط العلاقة بينها، يكفي أن تكون المرفقات بسيطة ومعبرة تعكس طبيعة النص وتوحي بما يشير إليه الكاتب.
3- الجانب التسويقي: الكاتب الناجح اليوم هو من يستغل كافة منصات الرقمية في التسويق لما يكتبه، ليس فقط من أجل ابرازه حضوره، بل لابد أن يحاول اكتساب قراء أوفياء له ينتظرون ما ينتجه من محتوى، ولأن المقال الأول يحمل أهمية كبيرة، فلابد من الاعتناء بالجانب التسويقي من خلال:
-اعلان نشر المقال الأول قبل يوم من إطلاق النص بالكامل على المدونة، لماذا؟ لضمان انتشاره على نطاق واسع خصوصا بالنسبة للقُراء الفضوليين الذين سينتظرون المحتوى بشغف حتى قبل أن يظهر للعلن.
-مشاركة رابط المقال في مختلف المنصات الرقمية مع اختيار الوقت المناسب لضمان قراءته خصوصا في أوقات الدروة أو في توقيتِ نعتقد فيه بأن جمهورنا متفرغ من ضغوط هذه الحياة.
-بعد ساعتين من نشر الرابط، يمكن أن ننشر بعض الاقتباسات من المقال ونضيف تعليقنا حوله عبر منشورات مستقلة أو عبر ستوري في محاولة لتذكير القارئ بما تم نشرته سابقا.
-في حالة مقالنا الأول حصد على تفاعل من طرف الجمهور من خلال التعليقات، يمكن أن نشارك تعليقاتهم على نفس المنصات الرقمية التي ننشط فيها من أجل محاولة استقطاب جمهور القراء ودفعهم أكثر للاطلاع على المقال.
وهناك العديد من الاستراتيجيات المهمة التي يمكننا أن نستغلها لصالحنا، يكفي أن نكون مؤمنين بأن مقالنا الأول سيحصد على متابعة مدام أنه يقدم اضافة قيمة للقارئ.
وأنت، كيف تنظر للمقال الأول للمدونة؟ وما المعايير الأخرى التي اعتمدت عليها به؟
التعليقات