الشهرة و ما أدراك ما الشهرة !

أعود إليها من جديد لأطرح موضوعاً لا يختلف كثيراً عما طرحته سابقاً أثناء مناقشة رأي أحمد الشقيري من كتابه خواطر 2 ، و يأتي هذا بالتزامن مع العديد من المشاهد التي انتشرت مؤخراً في وسائل التواصل الاجتماعي و بالأخص اليوتيوب ، حيث قام العديد من المشاهير و اليوتيوبرز بالأخص بمشاركة تجاربهم مع الشهرة و التي أوصلتهم إلى حد الإكتئاب و تعاطي الأدوية !

و مؤخراً و مع قضية أحد اليوتيوبرز الذي عاد من جديد إلى الساحة بشكل صادم لكل من يعرفونه بما في ذلك عائلته ، وجّه العديد من صانعي المحتوى في يوتيوب نصائحهم و طرحوا آراءهم في الموضوع .. و البعض منهم قام برواية قصته الخاصة و معاناته من الأمراض النفسية و مروره بفترات صعبة جداً .. هذا الأمر جعلني أفكر ملياً .. هل بيئة هؤلاء المشاهير سامة لهذه الدرجة ؟

و راودني سؤال آخر لا يقل أهمية عن الأول و هو هل نحن كجمهور نقسو على المشاهير إلى هذا الحد الذي يؤذيهم ؟

فالبعض منا يفرط في الإنتقاد و توجيه الإساءات لهم و ينسى بذلك أنهم بشر مثلنا و لديهم مشاعر يمكن أن تؤذى كما حدث مع الكثير ممن شاركوا قصصهم و تجاربهم ، و يوجد آخرين بالطبع لم يشاركوا معاناتهم مع الجمهور و ما زالوا يعانون بصمت .

في الحقيقة ، أحببت أن أوجه رسالة عبر هذه المساهمة لمن ينثرون تعليقاتهم السلبية بعطاء في صفحات المشاهير بحجة حرية التعبير و إبداء الرأي .. سواء اتفقت مع المحتوى او اختلفت معه فذلك لا يعطيك الحق بالإساءة إلى أي مشهور و إن كان على خطأ فواجبك النصيحة بإحسان و رفق و ليس بالفظاظة و الغلظة و كما قال الله " ولو كنت فظًّا غليظ القلب لانفضوا من حولك" .. لا تقسو عليهم ، يكفيهم ما يعانون من ضغوطات على الدوام .. هم أناس مثلنا فلا تبخل بالكلمة الطيبة .

و لكل من يحلم بالشهرة كل ليلة .. فكر ملياً بالأمر يا عزيزي فأنت لا تستحق هذا العناء .

و أحب أيضاً أن أترك لكم حرية التعبير عن آرائكم في هذا الشأن .. غرّدوا من فضلكم .