يكتسب الكاتب قيمة أمام قراءه من خلال شيئين هما مضمون ما تطرق إليه وأسلوبه في المعالجة، وإذا فقد أحدهما ستتراجع تدريجيًا هيبته وحضوره وسط جمهوره، وكما قال نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" وكون الكاتب إنسان يفلح في أشياء ويقع في بئر الأخطاء مرات عديدة ينطبق عليه هذا الحديث.
شخصيا، في الكثير من المرات أخطئ في كتابة بعض الأحرف ولا أكتشف خطئي إلا بعد النشر، المشكل يقع كوني لا أستعين بالورقة والقلم وتعودت على كتابة مقالاتي عبر حاسوبي الخاص لأنني رأيته الوسيلة الأفضل في ملاحقة الكلمات التي تأتي دفعة واحدة ليتم تشكيلها بشكل أسرع حتى لا تتلاشى فجأة، لذا في المرة الأولى قد لا أنتبه لأخطاء التي ترتكب كون رأسي مشغول بسرد الأفكار وترتيبها، في المرة الثانية أعيد القراءة وأنتبه وأصحح، والمرة ثالثة أعيد القراءة استعدادًا للنشر وأجد بعض الأخصاء وأصحح وبعد النشر كذلك، فأتعجب كون دائما أقع في دوامة الأخطاء والسبب عدم تركيزي في الأحرف وإنما في الأفكار المنشورة، وتدريجيا بدأت أصلح بعد العادات الخاطئة التي تتم أثناء الكتابة.
وكما يقال من أخطاءنا نتعلم، بعد مدة أدركت أن الكاتب يحمل على عاتقه توضيح المعنى ويتحمل مسؤولية ما فُهم وما لم يُفهم، لذلك يستحسن إعادة قراءة ما كتبه مرتين:
- المرة الأولى كونه قارئ بإمكانه أن يقدم رأيه في ما كتب بشكل سطحي، ليتم الخروج بسؤال مهم: ما فائدة المضمون الذي نشر للقارئ؟
- المرة الثانية كونه كاتب يقرأ ما بين السطور بإمكانه تقديم نقد موضوعي في ما نشره ، ليتم عرض سؤال أكثر دقة من سؤال الذي طرحه القارئ: كيف يمكن أن يحقق هذا المضمون الفائدة للقارئ، ولما تم التركيز على هذه الزاوية دون الأخرى.
يا أصدقاءنا الحسوبين كوني أعلم أنكم تقرأون هذه الكلمات فهذا يدل على اهتمامكم بالموضوع ومثلي تزعجكم مسألة إرتكاب الأخطاء الإملائية، لذلك ارتأيت مشاركة هذا الموضوع من باب الفضفضة، و محاولة لرفع المعنويات لإيجاد الحلول المشتركة في عدم الوقوع في هذا الفخ كوننا نحمل على عاتقنا اسم "كُتاب" له دلالة كبيرة في وسط المحيط الذي ندور به فهذا الأمر يتطلب جهد في تقييم الدقيق للكلمة قبل أن خروجها للعلن.
ماذا عنكم يا أصدقاء، كيف ترون مسألة الوقوع في الأخطاء اللغوية؟ وهل هناك طرق فعالة ساعدتكم في تفادي الوقوع في دوامة هذا المشكل؟
التعليقات