الكتابة مجال واسع الرؤى يجمع العديد من الكًتاب تحت مظلة مشاركة الأفكار مع القارئ، قد يختلف الكثير حول عدة مسائل أدبية ناتجة عن مرجعية الكاتب وثقافته، وما بين السطحية في التفكير والبساطة في التناول خطان رفيعان، قد يخلط الكثير منا فيهما فيقع الكاتب في فخ السطحية.

في الكثير من المرات أعدت قراءة كلماتي متعجبة هل ما أكتبه بسيط الفهم لهذه الدرجة، أم أنه سطحي ويحتاج لتفسير أكثر؟ وبدأت أبسط الفهم للموضوع حتى لاحظت في الأخير تحولا في شخصيتي من كاتب أراد أن يتناول الموضوع بفهم بسيط الى طفل قام بجمع الكلمات المتقاطعة فأضحت كلماته ركيكة جدا، ظنا مني أن البساطة تكون بهذه الهيئة.

فتساءلت، ماذا نعني بالبساطة والسطحية؟

البساطة تعني الوضوح والسهولة والواقعية في التناول للموضوع وهي ضد التشبّع والتصنع والمبالغة في الطرح بالحشو الفارغ، وهي تتوسط بين التكلف واللامبالاة، فالتكلف إرهاق مادي ومعنوي، واللامبالاة لؤم وسوء أدب، وهذه الأخيرة " اللامبالاة " شبيهة بالسطحية فبالرغم من إدراك الكاتب لأهمية الموضوع إلا أن يكتفي بمشاركة أفكار مشتتة غير مستندة الى مصدر موثوق، دون تكلف الكاتب عناء البحث وتفصيل في الموضوع بعمق ودقة، مركزا في الغالب للاستناد لوجهة نظره كأساس في الموضوع بدون التطرق لرؤى المختصين وأصحاب المجال من زوايا مختلفة.

فكيف يمكن للكاتب ألا يقع في فخ السطحية؟ أبرز النقاط التي تجعل الكاتب بسيطا في تناوله:

  • جمع معلومات وافية ودقيقة حول الموضوع بالاعتماد على مصادر موثوقة.
  • تقسيم تلك المعلومات المجمعة الى أفكار أساسية مع الخروج بأبرز الاستنتاجات.
  • كتابة الموضوع وفق الهيكل التنظيمي له" مقدمة، عرض، خاتمة" مع توظيف الأمثلة والاستنتاجات المسجلة مسبقا.
  • التركيز على وضوح الأفكار وانسجامها، و إذا وجد الكاتب أن بعض الأفكار تحتاج لاستهاب أكثر لابد أن يكون مراعيا لهذه المسألة، ففخ السطحية في الغالب يحدث مع المواضيع ذات أهمية كبيرة لكن الكاتب يظهر غير مباليا، غير واقعي، توظيف جاف بدون الاستعانة بأمثلة.

وكما يقال كن بسيطا تنعم بحياة فخمة، فالأمر كذلك منطبق على الكتابة " كن بسيطا واضحا في تناول لمواضيعك تجذب لكلماتك رونق الفخامة"

وماذا عنكم يا أصدقاء، هل أحسستم يوما بالخلط بين البساطة والسطحية؟ وإذا وقعتم في فخ السطحية، كيف تجاوزتم ذلك؟