وإلى متى...  حال..؟ 

على قارعة الحيرة يجلس العقل القرفصاء ، غارق في بحور الجهل ، أصبح لا يدري شيئا   فقد كل وظائفه ومقوماته التي كانت أسلحته و أصبح أعزلا وحيدا ، ليس له  على  طريق الحيرة  خيار لا المواصلة والتراجع  قابع في المنتصف المميت  جرد من كل شيء حرم من كل قرار وعزل من الحكم دارت به الدوامات  وطافت فوقه سحابة البلاهة والغباء .هو تائه بكل شيء  بأحاسيسه و بمحيطه و بأحلامه و بأيامه وأوهامه . والسؤال إلى متى يبقى  مرهونا مكتوف الحرية ؟ 

  في درب مجهول المعالم ومخدوع  بالسلامة وهو محفوف بالمخاطر يشق الشهور وكأنها جبل عال القمة ،ويعد الثواني والساعات  ويعيد الأيام يوما يلي يوم  ،و  يجسدها كلها في صورة واحدة لا ثاني لها في منظر باهت  وبألوان الملل والضجر  والفشل   يلونها دائما . فقد تاهت منه تلك الألوان الزاهية والمشرقة وتاه منه لون الحياة ،  حتى أصبحت أيامه خليط متجانس ومتشابك لا يستطيع التفريق بين يوم وآخر . والسؤال كما العادة إلى متى يبقى  يرضى بهذا حالا  ؟

الأيام تجري مجرى الهواء وبسرعة الرياح في يوم عاصف ، والقلب في غيبوبة  طويلة  وتحت مخدر اللإحساس   لا يشعر بشيء  ولا يؤثر فيه موقف كما كان نوعه  فلا الورد قادر على رسم بسمة ولا الفراق والفقد قادرين على إسقاط دمعة  فالى متى والعمر يمضي ؟ ومتى يفيق ؟ ومتى يعود قلب الوعي للنبض؟ ...... الى متى ...؟ 

والحال حالنا والى متى؟   

#مروة الطاهري