مرحبا أيتها الحياة ، كيف حالك وكيف حال أيامك ، لاتستغربي مني عندما شققت هذه الورقة بسرعة من دفتري القديم لكي أكتب إليك هذه الرسالة بلهفة العاشق ، ولا تظني بي ظن السوء وتقولي في خاطرك المخفي "مجنونة" لأنه ليس هناك جنون أكثر وأقوى من جنونك. الجميع يقول أنك صعبة وقاسية، لا تنظري إلي هكذا فإنهم لم يكذبو وهذه هي الحقيقة ، ولكنني لن أستغرب من نظرتك المتهجمة لأنه كما يقال الحقيقة طعمها مر وذالك يسري عليك أيضا ، هل شعرتي بمرارتها الأن.
أيتها القاسية ،دعك من هذا الأن وأخبريني بأي منطق تسيرين ووفق أي قاعدة تتحركين وما نظامك، لا تقولي إن الأمر بسيط ، لن أقبل منك جوابا أجوف، أنت تجعلين السعادة مقر قلوبنا والبهجة غلاف صدورنا والإبتسامة عنوان وجوهنا، ويملأ الرضا أنفسنا ونرى وجهك الجميل فنثني عليك ونثق بك ونسلم أمرنا ونقول بكل سذاجة "ما أجمل الحياة " ، ثم بكل قسوة وبدون أي حسبان تحركين حجر الشطرنج للوراء فتهد جدران السعادة ويتلاشى غلاف البهجة ويتبخر عبير الإبتسامة الرائعة ويتولد القلق والرعب في دواخلنا وتتكوم ثلوج الحزن الأسود على قمم أنفسنا العالية رضا وفرحا ، ونسخط عليك ونذمك بعدما كنا نمدحك ، وفجأة وبكل غطرسة تزرعين أمام أعيننا أملا أخضرا وتجعليننا نعيش على أمل مجهول لانعلم هل سيتحقق يوما أم أنه مجرد أمل وسنبقى في المنتصف . وكأنك تقولين لنا بحكمة أنا لست جميلة ولن أكون كذلك ، وفي نفس الوقت تقولين أنا لست قاسية وشريرة ،فهلى تواضعتي وقلتي لي من وما انت
أيتها الحياة وصلت إلى أخر سطور الورقة وهنا إسمحي لي أن أقول لك بكل جرأة أنك كنت قاسية معي وحالي من حال الجميع ولكن ليس هذا ما جعلني إكتب إليك بل هي دروسك التي علمتيني إياها هي ماجعني أقدم على هذا الفعل الغريب في نظرك لقد سبق وقلت لك لاتسمحي للغرابة والدهشة أن تنال منك إفعلي مثلي فما عدت أستغرب من هذيانك ولعبك الجنوني .
وأخيرا أنهي صحيفتي المزركشة بكلماتي إليك التي أتمنى أن تقرائيها وتحافظي مع كل كلمة على هدوئك وإتزانك، وتحاولي أن تمنعي نفسك من تمزيق الرسالة . وحظا موفقا لي معك وأرجو لي نفسي الصمود ولقلبي الصبر ، وتحية طيبة لك مع ابتسامة جملية