تعد الكتابة سلاح الكاتب التي تساعده في إيصال أفكاره وما يجول داخله عن طريق سيل من الحروف والكلمات، لكن الممارسة المستمرة لهذا الفعل قد تعود عليه بإيجاب أو بالسلب ويرتبط ذلك بشخصيته وقدرته على التحمل ومراعاته لبعض من التفاصيل أثناء ممارسة فعل الكتابة الروتينية التي تحدث تلقائيا انطلاقا من المداومة اليومية المستمرة .
لابد أننا سمعنا عن قصص نجاح للكثير من المبدعين في مجالات مختلفة الذين أكدوا لنا أن روتينهم اليومي كان عاملا في تألقهم وإبداعهم، وقد روي عن الكاتب وروائي المصري "نجيب محفوظ" مثلا أنه كان شخصا روتينيا، وقد سُئل مرة عن نظام حياته وعلاقته بإبداعه فقال أنّ "الإبداع ليس مرتبطًا بنظامٍ أو روتين، فهو حالة داخلية، لكنْ ما يخضع للنظام هو العمل؛ فالفكرة تولد وتنمو ثمّ تتحوّل إلى عمل"، هذا دفعه لخلق طقوس خاصة أثناء أداء عمله ساهمت في زيادة مردوديته وتألقه، لذا نستنتج بأن الإبداع غير مرتبط بالروتين و المداومة وإنما قد يكون روتين مساعدا في توليد الأفكار شرط أن يكون وفق أطر سليمة وبيئة ملائمة تعود بالفائدة على الكاتب.
لذا يمكن القول بأن الكتابة الروتينية سلاح ذو حدين، يعني:
- إذا كانت باستراتيجية محكمة قد تزيد من إنتاجية الكاتب ويزيد شغفه لاستمرار فمثلا مراعاته لبعض التفاصيل التي يمارس فيها طقوس الكتابة " إضاءة مناسبة، مكتب مرتب، تهوية ملائمة، اختيار الوقت...كل هذه الأشياء البسيطة تعمل على إحداث الفرق وعاملا كبيرا في زيادة إنتاجيته ودافعا لاستمراره في الكتابة.
- أما إذا كانت الممارسة بنفس الألية ينعدم فيها التحفيز تفقد شغف الكاتب ويشعر بنوع من الملل وتدريجا يبدأ تقل إنتاجيته ليجد نفس في حيرة بين الاستمرار أو التوقف.
في الأخير، يمكن أن تكون الكتابة الروتينية نعمة للكاتب ومحفز تساعده على تطوير مهاراته وتزيد من خبرته، كما يمكنها أن تكون نقمة إذا لم تكن وقف منهاج مستقيم وتفكير ذكي للكاتب فسيشعر بنوع من الإحباط والملل .
وأنتم يا أصدقاء كيف ترون الكتابة الروتينية؟ شاركونا تجاربكم؟ ماهي الطرق التي تستخدمونها ليزيد شغفكم في الكتابة ؟
التعليقات