برأيكم... هل أثّرَت التكنولوجيا الحديثة على فن الكتابة والتدوين؟

أختلف مع هذه الفكرة، لأن التكنولوجيا أصبحت تساعد أكثر في التدوين والكتابة، فأصبحت المعلومات متاحة في كل مكان وبضغطة زر، ونعم قد آثرت على عشق الشباب للقراءة، ولكنها تقدم فرص للشباب في التعلم أكثر من أي كتاب إن تم استغلالها جيدًا.

وبالنسبة للكتابة الأدبية، فقد جعلت تخيل المشاهد السينمائية الفنتازية أسهل وأكثر قدرة على التحقيق، فنحن لم نتمكن من مشاهدة سيد الخواتم إلا في الألفية الثانية، لتقدم التكونولوجيا بشكل يناسب صنع الرواية.

وبالفعل أصبح من الصعب كتابة شخصية درامية قوية بسبب كثرة الأعمال الدرامية وصعوبة اقناع المُشاهد بحبكة قوية.

الحديث عن تأثير التكنولوجيا دائما ما كان جدلي، وفي قضية تأثيرها على مجال الكتابة أنا في الجانب الإيجابي.

لا أحب التمسك كثيرا بالأفكار التقليدية، العالم يتطور من حولنا، التكنولوجيا تغير كل المجالات العلمية والأدبية دون إستثناء، فلماذا لا تتطور الكتابة أيضا؟ الوسائط الجديدة السمعية البصرية التي أضيفت للمقالات أعطتها قوة أكبر في ايصال الرسالة. عدا أن عمل الكتاب أصبح أسهل، لم نكن لننجز مقالا أو ننهي كتابا بهذه السرعة التي نعمل بها اليوم.

وبعيدا عن أن التأثير الايجابي للتكنولوجيا على الكتاب والمدونين من حيث تسهيل عملهم ومنحهم فرص أكبر للتعبير وايصال الأفكار بدمج الوسائط فإن فائدتها الأكبر هي للجمهور الذي أصبحت لديه خيارات أوسع وفرص وصول أكبر للمحتوى ، طرق عرض المحتوى أصبحت ملائمة أكثر لكل المستويات والأذواق.

ألم تزداد ظاهرةالسرقة الأدبية و الإنتحال أوPlagiarism في الكتابة، لربما لاحظت مقالة في منصة ما ظننتها لكاتب ما، لكنك اكتشفت في وقت لاحق بأنها لكاتب آخر؟

أمتلك رأيا مخالفا، السرقة الأدبية والانتحال كانت متواجدة منذ القديم، قصص سرقة الأفكار والمؤلفات التاريخية كافية لتأكيد الأمر، لكن اليوم مع التكنولوجيا أرى أن الوضوع أصبح مفضوح أكثر لأننا أصبحنا نستطيع إكتشاف هذه السرقات لأن المحتويات متوفرة لنا جميعا / ومن جهة ثانية أدوات قياس السرقات الأدبية والإنتحال كثيرة ومازالت في تطور بعد ويمكننا استخدامها لكشف جميع السرقات الفكرية.

التحدث عن التكنولوجيا لا يخلو معظم الأوقات من وصفها تمثل سلاحًا ذو حدين، ففي بداية مساهمتك المهمة أستاذ مينا تحدثنا عن أن التكنولوجيا جعلت الشباب يستبدلون الكتب والمراجع بالمصادر السريعة مثل المقالات والأفلام الوثائقية، لكن على الجانب الآخر، فلقد ساهمت التكنولوجيا في دخول شريحة من غير المثقفين إلى حيث أصبحوا مثقفين، لأنها اعتمدت على الأسلوب والتلاعب البصري والسمعي، من حيث أن الذين يملون من قراءة الكتب ومن مظهر الكلمات فيها قد سنحت لهم فرصة أن يكونوا مثقفين من الوثائقيات والفيديوهات الثقافية على يوتيوب، أيضًا عن طريق المقالات التي تقدم الفائدة في هيئة وجبة سريعة.

وتصبح التكنولوجيا سببًا في سرقة الكثير من الحقوق الفكرية، إضافة إلى انتشار المعلومات المغلوطة دون مراقب، لكن على الجانب الآخر، فلقد جنبت التكنولوجيا القارئ من نوعية الكتاب الذين يعقدون في الأسلوب، ويطيلون من الكلام، ويسودون الصفحات، ثم لا يقدمون شيئًا جديدًا بعد إرهاق القارئ بجمل اعتراضية يعيد ويزيد في قراءتها ليفهم منها شيئًا، ولقد كان الفيلسوف (شوبنهاور) يهاجم هؤلاء الكتاب بشراسة، وكيف أنهم يضيعون وقت وجهد القارئ من أجل أن يحصلوا على الشهرة والمال.

ولقد قلت جودة خط الكاتب على الورق، لأنه استبدل الورق بالتكنولوجيا، لكن الذي عليه أن يحزن لهذا هو الخطاط، أما الكاتب فأفكاره هي المهمة، أما خطه على الورق فهو مجرد أداة تعبير لهذه الأفكار، وأينما تسنح له فرصة عرض أفكاره بخط جيد فلا يأتي هذا كعيب في حقه، لأن الخط موهبة والتأليف موهبة أخرى، حيث أن الكثير من المبعدين خطهم سيء.

أعتقد أني أختلف معك في كون سلبيات التكنولوجيا أكثر من ميزاتها، لأن المعلومة أصبحت في المتناول، والمراجع يمكن الحصول عليها في غمضة عين، فبدلًا من البحث التقليدي عن الكتب التي تتحدث عن شأن معين في المكتبة، أصبح بإمكاني أن أعثر على هذه الكتب على الإنترنت، وأن أنتقيها بعد ذلك من المكاتب دون عناء البحث عنها،ولقد أعادت التكنولوجيا الزخم مرةً أخرى لمجال العلوم عبر مبدعي محتوى يوتوب من العرب مثل الدحيح وإيجي كولوجي وفارمستان والاسبتالية وغيرهم الكثير، بعد أن قضى نظام التعليم الفاشل على حب الكتاب في قلوب الشباب، كونه كان يجعلهم يتجرعونه في طفولتهم.

مجال كتابة المحتوى كغيره من المجالات تأثر وسيتأثر مستقبلا أكثر وأكثر ببرامج الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات وأنترنت الأشياء وغيرها من نتائج الثورة التكنولوجية..

كون هذا التأثير إيجابي أو سلبي، لا يمكن إعطاء إجابة جازمة، فكلنا نعلم أن للتكنولوجيا إيجابيات وسلبيات ويبقى تعامل كاتب المحتوى معها هو من يصنع الفارق..

تسببت أيضا التكنولوجيا في إحداث عزلة كبيرة لكتاب المحتوى، فسابقا كان الصحافي ينزل للشارع ويحتك بالناس ويخالطهم ويكتب عنهم وكذلك المألفون ومنتجوا المحتوى المرئي.. أما اليوم فكمبيوتر وغرفة مظلمة وهدوء مطبق وتصفح وبحث على آخر الأخبار ثم نقلها وإعادة صياغتها ونشر العشرات منها في يوم واحد..!!

اتفق معك انه كان لها سلبيات و مازالت و لكن ايجابياتها ايضا تاثرها كبير .. المشكلة في التوجيه او التسطيح

أظن أن التكنولوجيا سلاح ذو حدين في جميع المجالات، فقد تفيد وقد تضر، على حسب استخدام الأشخاص للأدوات وعلى حسب الغرض من الأداة الحديثة المبتكرة إنْ كان نافع أو ضار.

مثلًا تطبيق Grammarly أنا ككاتب للمحتوى الانجليزي لا أستطيع الاستغناء عن استخدامه، وتطبيقات مثل Google Docs والتي تمكنني بإضافة فكرة بأي مكان وكتابة جملة أو حتى قطعة بأي وقت، تطبيق مثل أنا التابع لحسوب هي أداة لا تقل أهميتها عن Notion لترتيب الأفكار وتنظيم عملك خاصة لو كنت كانت كاتب مستقل.

يمكننا لو أردنا أن تكون التكلنوجيا دافع مساهم وبشكل ايجابي في مجال الكتابه وهي تساعد في هذا المجال لكن المحزن بالامر ياصديقي هو ان الناس لاتميل للقرائه أما التكنلوجيا ستساهم بشكل ايجابي وكبير في الكتابه

اتفق معك صراحة وودت ان لا أولد بعالم لم تطأ هذه الالات فيه !

اصبحت الكتب المتوافرة للقراءة اون لاين بصيغ ال PDF تغني عن الذهاب في رحلة الى المكتبة واستكشاف رفوفها والتجول بين طيات كتبها والسفر الى عوالم لم نرها من قبل !

اصبحوا الاطفال يمسكون هذه المعادن اكثر من امساك الكتب , واشعر ان سيمر زمن على هذه الارض لن يكون هناك اي اثر للاوراق وسيصبح كله الكتروني! وهذا الشعور يزيد من تمسكي بالكتب التي تضمها مكتبتي , واحافظ على اي اوراق لدي لاني متأكده ستصبح نادرة قريبا !