مرحبًا،

يسألني الكثير من الأصدقاء، كيف أدوّن؟ من أين أبدأ؟، كيف يمكنني صناعة أفكار متجددة و غيرها من الأسئلة المتعقلة بالتدوّين. وفي حقيقة الأمر ليس هناك جواب لديّ إلا (شارك تجاربك، قم بمشاركة تجاربك في الحياة)، نعم لن تحتاج إلى أكثر من ذلك.

ويرد بعدها سؤال متوقع، ليس لديّ تجارب، حياتي بسيطة ليس هناك أي شيء مثير فيها!

ليكون ردي حازم وجازم، ومن قال لك بأن حياتك خالية من التجارب الحقيقية المثيرة على الشغف.

سأخبرك بقصة أحد الأصدقاء، كنا نعمل في مشروع مع إحدى الشركات التي تقدم خدمات للحج والعمرة. وكنت أكتب محتوى حول تلك المواضيع المتعلقة بالحج والعمرة، وكنا ننتج محتوى غزيرًا في ذلك. لكنه بعيد عن (التجارب الشخصية).

حاولت أن أتواصل مع كتاب من المدينة المنورة ومكة المكرمة من أجل نقل (الروح الحقيقية) للمدينتين المقدستين. لم أحصل على نتائج مرضية.

لكني وجدت أحدهم قد كتب في (تعريفه الشخصي على تويتر)، أنه جار للكعبة المشرفة ويسكن على مقربة من الحرم المكي. عظيم يبدو أن وجدت ضالتي.!

تحدثت معه وأخبرته بما نريد، (نريدك أن تكتب معنا)، وكان رده: فقط لأني جار للحرم المكي سأكون مفيد لكم؟!

أخبرته أنه في مكان لا يعرف قيمتة (هو بالتأكيد يعرف قيمتة من حيث القدسية)، لكن لا يعرف قمة نشر تجربته على الانترنت. كيف ستثري الملايين حول العالم. و أنا أول واحد منهم حتى وأنا في المملكة أحتاج لقصص من هذا النوع. فما بالك بالملايين حول العالم.

الرجل كان لديه أسلوب (ركيك في الكتابة)، لكن الأفكار والتجارب التي تحدث عنها، كانت أسطورية بمعنى أسطورية. تخيل معي أماكن، وطرق خاصة للذهاب للحرم، وكيف تجربة المشي للصلاة من حواري مكة الضيقة، وأطنان من النصائح للزوار والمعتمرين مبنية على تجارب، وعلاوة على هذا كله كمية (الخدمات المجانية) التي يعرضها للزوار.

كنا في البداية نقوم بتعديل أسلوب الكتابة في تدويناته، وقل هذا الأمر بالتدريج لأنه بدأ يتطور ... استمر مشروعنا لفترة 6 أشهر لكتابة المحتوى. وكان هو الأبرز والأكثر قراءة. (لأنه تحدث عن تجاربة فقط).

اخبرته بعد ذلك عن الأمر، هاه ما رأيك الآن؟

وكان رده بأنه متفاجئ من كمية التعليقات التي تصله، لدرجة أنه بعد نهاية المشروع ربما يستثمر في المحتوى الخاص بمكة ويعمل على شيء مثير.

الأمر ينطبق عليك، أنا كمثال مستعد لأني أقرأ مدونة كاملة تتحدث عن (حياة الناس في ريف مصر)، ونمط عيشهم، وطريقة صناعة غذائهم من الزراعة، وكيف تنشأ كل هذه الحركة الاقتصادية والاجتماعية في صعيد مصر. لديّ من الحب والشغف بهذا الجزء من مصر شيء كبير. (والمناطق الريفية عمومًا).

حتى أذكر عندما زرت البرتغال قرأت الكثير من المراجعات عن الريف، و وجدت كل شيء احتاجه تقريبًا، وقضيت أجمل الأيام هناك. بفضل الأوقات التي استثمرتها في قراءة المدونات ومعرفة كل التفاصيل التي احتاجها.

مهما كانت تجاربك في الحياة شاركها وسترأ السحر يتحرك.