كثير من الآباء والأمهات يسارعون إلى فعل الخير، سواء بإعطاء الصدقة، أو تقديم مساعدة، أو دعم مشروع خيري.
يفعلون ذلك بنيّة صافية، ورغبة في الأجر، وهذا جميل ومطلوب.
لكن… هل فكرت يومًا أن تشرك أولادك في هذا الثواب؟
في كل مرة تُخرج فيها مبلغًا من المال لتعطيه لمحتاج، أو تضعه في صندوق تبرعات، توقّف قليلًا واسأل نفسك:
"لماذا لا أجعل ابني هو من يُخرج المال؟"
هذه اللحظة الصغيرة — التي تعطي فيها لطفلك الفرصة ليُقدّم المال بنفسه — قد تكون أعمق أثرًا من مئات الكلمات والنصائح.
أنت لا تعطيه مالًا فحسب، بل تعطيه قيمة، وتزرع في قلبه الإحساس بالآخرين، وتُعلّمه أن الخير مسؤولية مشتركة.
التربية بالقدوة… والمشاركة
أن يرى طفلك والدَيه يفعلون الخير، فهذا مهم.
لكن أن يشارك فيه بنفسه، هذا هو الأهم.
- اجعله هو من يضع المال في يد المحتاج.
- أو من يذهب به إلى المسجد، أو يرسله معك في زيارة لمريض، أو حملة تبرع.
هذه الأفعال تترك في نفسه أثرًا لا يُمحى، وتُعلّمه منذ الصغر أن يكون شخصًا نافعًا، لا أنانيًا.
أن يعطي، لا أن يأخذ فقط.
اغرس فيه قيمة العطاء
في عالم يركّز كثيرًا على الاستهلاك، والمظاهر، والرغبة في الامتلاك، نحتاج إلى تربية أطفالنا على العطاء، لا الطمع.
أن يعرفوا أن المال وسيلة لخدمة الناس، وليس فقط لشراء الحلوى أو الألعاب.
حين تعلّم ابنك أن يمدّ يده بالعطاء، فإنك تبني فيه شخصية متوازنة:
- يعرف قيمة النعمة،
- ويحسّ بالآخرين،
- ويشعر بالرضا لأنه كان سببًا في سعادة إنسان.
الثواب… يتضاعف حين يُشارك
الأجر لا ينقص حين يُقسم، بل يزيد.
وحين تُشرك أبناءك في فعل الخير، فأنت لا تحرم نفسك من الأجر، بل تزيده، لأنك تزرع أجيالًا من الخير تمتد بعدك.
في الختام
الخير لا ينبغي أن يكون عادة فردية، بل مشروعًا جماعيًا.
فلنربِّ أبناءنا على أن يكونوا شركاء في هذا المشروع…
ليكونوا غدًا ناسًا نافعين، لا فقط ناجحين.
لا تأخذ الثواب وحدك… شارك أولادك فيه.
هل جرّبت أن تجعل أبناءك يشاركونك في صدقة أو عمل خيري؟
شاركنا تجربتك، ولو لأول مرة… ابدأ بها اليوم.
التعليقات