«Help!»

أشهر نداه استغاثة عرفتها السينما العالمية، حين كتبه توم هانكس على الجزيرة في أحداث فيلم «Cast Away» بعدما تحطمت طائرته، ليظل محتجز هناك لنحو 4 سنوات.

غير أن الكثيرين لا يعلمون أن الفيلم مقتبس عن أسطورة عربية فلسفية بديعة تُدعى «حي بن يقظان»، والتي تعد القصة العربية الأولى، وإحدى كلاسيكيات الأدب العربي القديم.


العجيب في الأمر أن قصة «حي بن يقظان» قدمت بأكثر من صياغة عربية بأقلام أعضم العقول من صناع الحضارة العربية، فقد صدرت بأربع صياغات لكلًا من: ابن سينا والسهروردي وابن طفيل وابن النفيس.

غير أن ابن النفيس قد أعاد كتابتها تحت مسمَّى آخر، فسماها «فاضل بن ناطق»، لكن أصل كل تلك الحكايات ومنبع أفكارها، كان ابن سينا، فهو أول من كتب قصة حي بن يقظان، ورائعة من روائعه.

وجميع النصوص الأربعة تدور حول فكرة كيف يمكن لإنسان أن يهتم بحاجياته في ظروف صعبة جدًا وبعيدًا عن أي مدنية، وضمت قدر من الفلسفة والأدب والدين والتربية، عبر قصة رمزية تتناول حياة الإنسان في بحثه عن الحكمة والوصول إلى حقيقة الوجود.

يمكنك الإطلاع عن النص الخاص بابن طفيل عبر مؤسسة هنداوي. فيما قام الأديب يوسف زيدان بجمع وتدقيق الأربع نصوص وضمهم ضمن مجلد واحد من إصدار دار الشروق، كما قامت الهيئة المصرية العامة للكتاب بأصدار ثلاثة نصوص منها (دون نص ابن النفيس) في كتاب واحد.


هذا، ويعتبر الكثيرين أن قصة «حي بن يقظان» هي المصدر والإلهام الرئيسي لعديد من روائع الفكر والأدب العالمي، مثل قصة «روبنسون كروزو» التي كتبها دانيال ديفو، ونشرت للمرة الأولى سنة 1719. والتي تعدّ هي الأخرى أحيانا الرواية الأولى في الإنجليزية.

بالإضافة لقصة «طرزان» و«ماوكلي فتى الأدغال» وقصص أخرى جميعها تحول لشاشة السينما. كما ألهمت القصة الفيلسوف الفرنسي جان جاك روسو لكتابة رواية «عقيدة القس من جبل السافوا».

وجميع تلك القصص، تحمل نفس الفكرة لشخص أو طفل الغابة يعيش وحيدًا في جزيرة أو غابة غير مأهولة بالسكان، بين الوحوش ويصير منها وصديقا لها، ويحاول التعايش مع هذا الأمر، ويدور الأحداث حول ثالوث «الإله/الإنسان/الطبيعة»...