قرأت مؤخرًا رواية يوتوبيا للدكتور أحمد خالد توفيق، التي تصوّر مستقبلًا يبدو متقدمًا تقنيًا، لكنه غارق في انحطاط أخلاقي عميق.
في هذا العالم، يعيش الأغنياء داخل أسوار عالية تحميهم من الفقراء، الذين تُركوا في الخارج ليكافحوا من أجل البقاء. التكنولوجيا في كل مكان، لكن الرحمة اختفت، والعلاقات الإنسانية تحوّلت إلى صفقات، والإنسان أصبح يستهلك كل شيء حتى الإنسان نفسه، مجازيًا أو واقعيًا.
ما لفتني في الرواية ليس الخيال العلمي فقط، بل تلك المرآة التي تضعها أمام حاضرنا.
نحن اليوم نعيش في عالم تغزوه التطبيقات والشاشات، تزداد فيه رفاهيتنا لكن تقلّ قدرتنا على التواصل الحقيقي. نبحث عن الإعجاب بدلاً من الفهم، وعن الظهور بدلاً من الجوهر، كأننا نعيش نسخة ناعمة من يوتوبيا دون أن نشعر.
التعليقات