فيكتور فرانكل، الطبيب النفسي الذي نجا من معسكرات الاعتقال النازية، يروي في كتابه الشهير "الإنسان يبحث عن معنى" قصة سجين كانت كل قواه الداخلية متعلقة بحلم واحد:

أنه في 30 من آذار، سيتم إطلاق سراحه.

كان هذا الإيمان هو ما يُبقيه على قيد الحياة.

كان يعيش على أمل هذا اليوم… ينتظره كأنه وعد مقدس، كأن روحه متعلقة به.

لكن حين جاء اليوم المنتظر ولم يأتِ الخلاص،

انهار السجين فجأة. فقد المناعة. أصيب بحمى شديدة.

وفي نفس اليوم، مات.

ليس بسبب الضرب. ولا الجوع. ولا البرد. بل بسبب فقدان المعنى.

الفكرة كما يطرحها فرانكل :

الإنسان يستطيع أن يتحمل أي "كيف"، إذا كان لديه سبب أو "لِمَ".

حين يُنتزع منّا الأمل، أو يُخيب السبب الذي نعلّق عليه بقاءنا، تنهار قوانا من الداخل.

لا حاجة للسلاسل، ولا للأقفاص. يكفي أن يُسحب منك "المعنى"، حتى تنهار الروح… ويتبعها الجسد.

هل نملك معنى يجعلنا نصمد؟

لسنا في معسكر اعتقال، نعم.

لكن كثيرًا من الأرواح اليوم تتآكل في صمت، فقط لأنها لم تعد تملك سببًا واضحًا يجعل الاستمرار منطقيًا.

لا تحقّر "المعنى" الذي يمنحك الأمل كل صباح.

ربما يكون بسيطًا، لكنه في الحقيقة…

هو الشيء الوحيد الذي يُبقيك حيًا.

سلسلة _7_قصص