أحب الأمثال الشعبية كثيرًا، والبارحة وقعت يدي على كتابين للأمثلة الشعبية أحدهما لكاتب سوري والآخر لكاتب مصري، والاختلاف بينهما كبير جدًا، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على أن بالفعل الأمثال الشعبية وليدة بيئتها وتتأثر بثقافة أهل البلد وأحداثهم ولغتهم أو لهجتهم السائدة في ذلك الوقت.

فالكتاب الأول هو أشهر الأمثال لطاهر الجزائري وهو أديب سوري وعندما بحثت عن تاريخ النشر وجدته عام 1919 م، قرأت عددًا من الأمثلة وبعضها أعجبني للغاية لكن لاحظت أن كثير من المفردات صعبة أو بليغة وتحتاج لشرح حتى تفهم المثل كما أن معظم هذه الأمثال لم أسمعها من قبل صراحةً فربما اندثرت أو أن استخدامها أصبح حصرًا على بلد أو منطقة معينة، بعكس الكتاب الثاني وهو الأمثال العامية للأديب المصري أحمد تيمور باشا، الذي استمتعت أكثر بقراءة العديد من أمثاله فمفردات الأمثال في الغالب سهلة والأمثال نفسها يغلب عليها طابع الفكاهة وإن كانت تشير لحكمة عميقة في نفس الوقت، بعض الأمثلة سمعتها من قبل وبعضها لم أسمع به.

أعجبني من الكتاب الأول هذا المثل "أحشفًا وسوء كِيلة" والحَشَف هو أردأ التمر، ويعني المثل ألا يكفي أنك تعطيني شيئًا سيئًا وأيضًا تسيء الكيل أو الوزن؟! وأظن أنه يُستخدم عندما يُبالغ شخص في تقديم الإساءة، أما من الكتاب الثاني فهناك " افتكر لك ايه يا بصلة وكل عضة بدمعة" 😂 ويُستخدم مع الشيء أو الشخص الذي كلما قرب منك أذاك مثل البصل الذي كلما قربته أو عضضته يجعلك تدمع.

الأمثال الشعبية رائعة للغاية لكن قليلًا ما عدنا نسمعها الآن فأين ذهبت الأمثال الشعبية برأيك؟ لماذا ما عدنا نسمعها أو نستعملها كثيرًا؟