في رواية “اللاز”، لا نقرأ سيرة بطل فحسب، بل نغوص في تربة الجزائر أثناء الثورة، بكل ما فيها من التباسٍ فكري، وصراع بين الإيديولوجيا والدين، بين الثورة والإنسان، بين الانتماء والخذلان.
الطاهر وطار يكتب هنا بمدادٍ مزدوج: حبر الثورة ودم الهوية.
“لاز”، هذا الشاب الشيوعي، هو كائن مأزوم، لا بطل تقليدي. يُشكّك في كل شيء: في الثورة، في الله، في الخطاب، في الوطن ذاته. لكن الرواية لا تقدمه كملحد، بل كمؤمنٍ مشكّك يبحث عن يقينٍ في حقل ألغام.
تتخذ الرواية من لغة القرآن رمزًا، وتدمجها بلغة الواقع الشعبي، ما يجعلنا نقرأ نصًا مزدوجَ الصوت (polyphonic)، فيه المتكلم الصامت والمقموع الثائر.
أكثر ما يميّز “اللاز” هو قدرتها على فضح التوتر العميق بين “الثائر” و”المُخلِّص”، بين من يمسك السلاح ومن يحمل الدعوة، وكأنها تسأل:
هل الثورة وحدها تصنع الإنسان؟ أم لا بد من إيمانٍ يشعله من الداخل؟
🧭 خاتمة:
رواية “اللاز” لا تحتفل بالثورة بقدر ما تفكّكها، ولا تُمجّد البطولات بقدر ما تفضح هشاشة أصحابها.
نصّ كبير، موجع، يستحق أن يُقرأ مرارًا، لا بوصفه رواية تاريخية، بل باعتباره مرافعة أدبية ضد الأحكام الجاهزة.
🖋️ حقوق النشر:
© [بوغزال هالة] – جميع الحقوق محفوظة – 2025
📍 نُشرت أولًا على: حسوب I/O
التعليقات