في رواية “اللاز”، لا نقرأ سيرة بطل فحسب، بل نغوص في تربة الجزائر أثناء الثورة، بكل ما فيها من التباسٍ فكري، وصراع بين الإيديولوجيا والدين، بين الثورة والإنسان، بين الانتماء والخذلان. الطاهر وطار يكتب هنا بمدادٍ مزدوج: حبر الثورة ودم الهوية. “لاز”، هذا الشاب الشيوعي، هو كائن مأزوم، لا بطل تقليدي. يُشكّك في كل شيء: في الثورة، في الله، في الخطاب، في الوطن ذاته. لكن الرواية لا تقدمه كملحد، بل كمؤمنٍ مشكّك يبحث عن يقينٍ في حقل ألغام. تتخذ الرواية
قراءة في رواية “موسم الهجرة إلى الشمال”: حين يصبح الجسد استعارةً للهوية الممزقة
ليست “موسم الهجرة إلى الشمال” مجرد رواية، بل مفترق روائي تنكشف فيه أعطاب الذات العربية وهي تحاول إعادة تعريف نفسها بين مطرقة الإرث وسندان الآخر. هنا لا نقرأ نصًا حكائيًا تقليديًا، بل نلج متاهة سردية مشبعة بالرموز، حيث يتقمص الجسدُ دور المرآة، ويصير العبور من الجنوب إلى الشمال فعلاً رمزيًا محمّلًا بالرفض، بالتوق، وبالخذلان. إنها رواية لا تُقرأ مرة واحدة… بل تُستفزّ كلّما حاولت فهمها. ️ قراءة تحليلية: بطل الطيب صالح، “مصطفى سعيد”، ليس شخصًا بقدر ما هو استعارة مكثفة