📚 ساق البامبو – سعود السنعوسي

“ساق البامبو” ليست مجرد رواية عن ابن خادمة يبحث عن اعتراف، بل بحث فادح في سؤال: “من أنا؟”، حين تصبح الهوية خيطًا واهنًا بين منفى ومنفى.

“عيسى” أو “هوزيه”، ليس شخصية بل هو سؤال معلق، طفل من أم فيليبينية وأب كويتي، لا يُعترف به هنا ولا هناك، لا في الجينات ولا في الجغرافيا.

هو ساق بامبو نُقل من أرض إلى أخرى، لكنه لم يُزهر في أيٍّ منها.

الرواية تقول الكثير عن الصمت، عن العنصرية، عن عنف الرفض المغلّف بالاحترام، عن الإنسان حين يُختزل إلى لقبه، لونه، أو ماضي والدته.

️قراءة تحليلية:

يشتغل سعود السنعوسي على منطقة حرجة في الوعي الخليجي، حيث تصير الطبقية عنصرية ناعمة، والهوية حقًا مغلقًا لا يمنح إلا عبر الدم.

عيسى لا يعاني من الفقر، بل من اللا-انتماء.

طفل يعرف كل اللغات لكنه لا يجد له مكانًا في أيٍّ منها.

الرواية مكتوبة بسلاسة، لكن تحت سطحها البسيط بركان أسئلة مرعبة:

– ماذا لو كنت ابن من لا يُعترف بها؟

– هل يمكن أن تُولد غريبًا في وطنك؟

– وهل الانتماء فعل اختيار أم قَبول؟

يقدّم السنعوسي شخصية تتشظّى دون ضجيج.

صوت الراوي هادئ، لكنّه يوجع.

والحب، في هذه الرواية، ليس نجاة، بل شاهدٌ آخر على الغربة المتوارثة.

🧭 خاتمة:

“ساق البامبو” لا تخبرنا فقط عن عيسى، بل عنّا جميعًا: عن هشاشة جذورنا حين تكون معلّقة بين تصنيفين، وعن مجتمعات تُجمّل الرفض، وتُجرّم الاختلاف.

هي رواية تُقرأ بسؤال، وتُغلق بجُرح مفتوح:

هل نحن ما نُعرِّف به أنفسنا… أم ما يُسمح لنا أن نكونه؟

🖋️ حقوق النشر:

© [بوغزال هالة] – جميع الحقوق محفوظة – 2025

لا يجوز نسخ هذا النص أو إعادة نشره دون إذن أو ذكر المصدر.

📍 نُشر أولًا على: حسوب