كنت أقرأ مقال بعنوان كيف نقرأ للكاتب معاوية محمد نور وتطرق إلى طرق القراءة المختلفة ومنها القراءة العشوائية التي تعتمد على ترشيحات الأخرين سواء في مقالات مثل أفضل مائة كتاب أو خمسة كتب يجب أن تقرأها قبل سن العشرين وغيرها من المصطلحات، وهنالك طريقة أخرى وهي القراءة بالموضوع حيث تختار موضوع معين تحب القراءة فيه وتبحث عن المصادر الممكنة لهذا الموضوع والكتب والمقالات حتى تفهم الموضوع فهما كاملا وبالتالي تقرأ بطريقة مرتبة وخطة واضحة لما تريد القراءة فيه. فمن تجربتك أيهما الأكثر فائدة في القراءة.. العشوائية أم القراءة بالموضوع؟
القراءة العشوائية والقراءة بالموضوع ما الأكثر فائدة من تجربتك؟
أحب الجمع بين الاثنين، وأن يكون لي ورد من هذه وهذه، عملًا بمبدأ "اعرف شيء عن كل شيء، وكل شيء عن شيء"، فالقراءة العشوائية تحقق لي معرفة شيء عن كل شيء، والقراءة بالموضوع أسعى من خلالها لمعرفة كل شيء عن شيء.
فالقراءة العشوائية تحقق لي معرفة شيء عن كل شيء
ولكن كيف تحافظين على اختيار المواضيع العشوائية والموضوعية في نفس الوقت، فلنقل أنه ظهر أمامك ترشيح لكتاب جيد وشعرت أنك تريدينه ومهتمة به وفي نفس الوقت أنتِ ملتزمة الأن بموضوع معين فهل تتركين الموضوع أم تأجلين قراءة الكتاب الذي ظهر بطريقة عشوائية؟
على المستوى الشخصي بالجامعة لا تقصر معي بخصوص القراءة بالموضوع، والمنهج الدراسي هو وردي منها.
ولكني حتى لو لم تكن الجامعة، كنت سأتعلم مجالًا معينًا من تلقاء نفسي وأخصص وردين من القراءة. ما المشكلة في ذلك أو وجه الدهشة؟
أما القراءة العشوائية، فأختار الكتاب على حسب عنوانه أو ملخصه أو فكرته أو ... وغالبًا ألقى الترشيحات بالصدفة، ولا أرغب بتفويته.
أفضل القراءة المرتبة طالما لدي أهداف واضحة أسعى للحصول عليها من القراءة، وبالتالي أنزل للمكتبة وأشتري الكتب التي تصب في هذا الهدف، واقرأ بها، أما القراءة العشوائية غالبا تكون بالمقالات، فأنا أتصفح بشكل غير مخطط له، والمقال الذي يجذب انتباهي مهما كان موضوعه اقرأه، وكـأنك تتوسع أفقي ورأسي وبالتالي نستفيد بكلا الاتجاهين
أفضل القراءة المرتبة طالما لدي أهداف واضحة أسعى للحصول عليها من القراءة، وبالتالي أنزل للمكتبة وأشتري الكتب التي تصب في هذا الهدف،
قدرة كبيرة على التحكم في القراءة، ولكن ماذا لو ظهر كتاب ما أمامك بعيدا عن هدفك فهل تحصل عليه أم تأجله لفترة مثلا في قائمة الكتب التي تود قراءتها أو تحتفظ به لوقت لاحق؟
القراءة العشوائية أشبه بالعلاج العشوائي، يعني أشبه بمريض غدة مثلاً يدخل لصيدلية ويأخذ حبوب لا على التعيين ويأخذها ويتوقع أن يستفيد منها، هذا الحشو سيضره وقد يقتله وبالمثل القراءة العشوائية، تقتل صاحبها فكرياً وتضيّعه. برأيي القراءة بالموضوع هي ما نحتاج فعلاً وإذا أردت مزيد من التخصيص أفضّل أن لا نقرأ فقط بالموضوع، بل أن نقرأ بالحالة والحدث المباشر الذي نريد تحصيل معرفة فيه، يعني القراءة مثلاً ليس عن الأزمة السورية ككل، برأيي يمكن مثلاً أن نقرأ عن مدينة دمشق مثلاً من عام ٢٠١١ ل ٢٠١٣، هذا يجعل قائمة الكتب عندي أقل، الاختيارات أدق والإجابات أوضح بدماغي والفائدة بالتالي أعلى بهذا التخصص.
هذا يجعل قائمة الكتب عندي أقل، الاختيارات أدق والإجابات أوضح بدماغي والفائدة بالتالي أعلى بهذا التخصص.
بالفعل عن نفسي لي تجارب في هذا الأمر فعندما أحدد بالفعل ما الذي أريده بالضبط حينها تقل قائمة الكتب ويكون التركيز أكبر، مثلا كنت أبحث عن محاكم التفتيش في المطلق ووجدت الأمر متشعب جدا ولكن فور أن حددت ما الذي أريده وهو بداية محاكم التفتيش حينها قلت القائمة بل وصارت مرتبة فبعد أن أقرأ هذا الكتاب هنالك الكتاب الذي يليه وهكذا وكأنك تقرأ قصص متصلة وهذا يجعلك ملم بالموضوع بصورة أكبر.
حتى بالروايات صرت أنصح أصدقاىي يفعلوا نفس هذا الأمر، فمثلاً أن يأخذوا روايات تناسب ما يريدون من معرفة في موضوعات هم ميالين لها، فمثلاً حين رأيت صديقة لي مهتمة كثيراً بالمواضيع النسوية دللتها على روايات ناقشت هذه المواضيع بقالب روائي ممتع وواقعي وصارت فعلاً في غاية الاستمتاع من وراء هذه النثيحة بعد أن كانت عالقة بشكل عام في الأدب الروسي لاعتقادها أنها تقرأ في أفضل ما يمكن أن تقرأ فيه الآن بغض النظر عن اهتماماتها وغاياتها.
أنا في البداية كنت أقرأ بطريقة عشوائية حيث ينتقي لي الآخرون ترشيحات كتب أو مقالات، ولكن كان هذا لا يضمن لي متعة التجربة، فتارة تكون الاختيارات شيقة ومفيدة وتارة أندم على كل دقيقة ضاعت بها، ومؤخراً بدأت أبحث عن ما أهتم به واتعمق في قرأته بالتدريج، وأغلق أي مساحة للعشوائية في اختياراتي بالنسبة للقراءة.
ومؤخراً بدأت أبحث عن ما أهتم به واتعمق في قرأته بالتدريج، وأغلق أي مساحة للعشوائية في اختياراتي بالنسبة للقراءة.
في الترشحيات التي هي موجودة في كل مكان حولنا كيف تمكنت من الغلق المساحات العشوائية في اختيارك للكتب؟ لأن هذه معضلة نقع فيها بين الحين والأخر.
هل يمكن أن تعطينا مثال على موضوع معين كنت مهتم به وقرأت فيه، وبرأيك ما الفائدة التي تحققها من القراءة بالموضوع؟
على سبيل المثال أنا مهندس إلكترونيات و إذا اشتريت كتاب جديد لقراءته ففي الأغلب سيكون للتعلم عن مفهوم جديد أو تقنية معينة. على سبيل المثال إذا أردت تعلم إحدى اللغات الوصفية HDL المستخدمة في محاكاة الدوائر المنطقية Logic Circuits فسأبحث عن كتاب بعنوان Digital Circuit Design using Verilog، إذا أردت القراءة للفضول مثلا عن بعض مفاهيم الاقتصاد و حركة الأموال فسأحصل عن كتاب عن الmicroeconomics مثلا و أقرأه، إذا أردت التعلم عن بعض الأيدلوجيات مثل الرأسمالية فأبحث عن كتب بهذا العنوان و هكذا. قراءتي تنبع من فضولي بالتعلم عن شئ ما او وجوب التعلم عن شئ ما بغرض التطوير المهني و في أغلب الأوقات ما يؤدي قراءة كتاب إلى قراءة كتاب آخر.
أعتقد أنه في البداية لا بد من القراءة العشوائية لأخذ فكرة عن مختلف المجالات، فمن الصعب الحكم على مجال معين بشكل موضوعي دون قراءة كتاب واحد فيه على الأقل. لكن مع الوقت، ستبدأ في اختيار المجالات التي تفضل القراءة فيها، وستتعرف على الكُتّاب المفضلين لك.وبالتالي ستبدأ في الابتعاد عن القراءة العشوائية ويكون لديك طريقة ممنهجة للقراءة
أعتقد أنه في البداية لا بد من القراءة العشوائية لأخذ فكرة عن مختلف المجالات، فمن الصعب الحكم على مجال معين بشكل موضوعي دون قراءة كتاب واحد فيه على الأقل.
بلا شك التجارب الأولى منطقيا أن تكون عشوائية إلا لو كان القارئ محظوظ بالحصول على من يدله على الطريق من البداية للقراءة فميا يريد بالضبط، فمن تجربتك كيف وصلت إلى القناعة أن المنهجية هي الأفضل؟
دائماً أحب القراءة بالموضوع وألاحظ أنها تفيدني أكثر من القراءة العشوائية لأنها تجعلني أركز على الموضوع بشكل جيد وأتعمق فيه، كما تشعرني هذه الطريقة أنني قمت باستغلال كل ثانية بشكل جيد، وذلك على عكس القراءة العشوائية التي لا تجعلني احقق أقصى استفادة ممكنة من الموضوع.
قرأت كمية من الكتب بعشوائية كنت هاوية في القراءة أبحث عن الكتب والروايات الرائجة وأقرءها ، لكن عندما بدأت بالتقيد بمواضيع معينة ازدادت ثقافتي حول الموضوع الذي أتخصص به فتعلمت أن أتطلع على كل الجوانب قبل الانتقال لموضوع آخر كي لا أملك معلومات ناقصة ، لكن من الجيد كسر الروتين بكتب تنمية أو روايات ليس لها أكثر من فصل كي لا أشعر بالملل
التعليقات