فى الصباح جلست آروى وشاركت أمها الفطور، لم تتحدث الأم بكلمة عن موضوع الخطبة لقد منحتها ثلاثة أيام؛ فاليوم الأول تثور وتتمرد، والثانى تحاول أن تهدأ، والثالث ربما تفكر بعقلانية بعيدا عن المشاعر؛ لكن أنًّى لها بتلك العقلانية وهى مازالت صغيرة لم تصبها الخطوب بعد لتنضج فيها ذاك العقل، مازالت تستهويه الأفلام والروايات فى عروض الزواج، لطالما حلمت بفارس على جواده الأبيض حاملا معه باقة ورد وباليد الأخرى خاتم الخطوبة و قد كان، تحتاج إلى صديق تشكو له مرة، وتبكى له مرة، وتطلب مساعدته مرة أخرى، ليس أمامها سوى هالة، عقب صلاة الظهر اتصلت بها، ظلت تحدثها لساعتين نصحتها هالة أن تفكر فى الأمر بعقلانية ولا تتبع مشاعرها وأن تمنح نفسها فرصة تخوض التجربة ومن ثم يكون حكمها ولن يجبرها أحد على شئ، تبا لتلك العقلانية التى يحدثها الجميع عنها وهى لا تعرفها، تشعر بالضيعة فقط، مثلها وهى صغيرة تتزوج بمطلق وله ولدان فأى هزيان أصاب أهلها حتى جعلهم يعرضون عليها مثل هذا الأمر دون أن يرفضوا عرضه مرة واحدة، لماذا لم ترفضه أمها،  وتقول له طلبك ليس عندى مثلما فعلت مع خالد؟ لم تدرى المسكينة بعد أن هذا هو بداية النضج.

#رواية_البيوت_الآمنة

#منى_مهير