حاول خالد أن يستريح قليلا، يشعر براحة منذ أن وطأت قدمه هذا المكان، فهنا مكان ولادته، وهنا نشأته الأولى وأيام سعادته، ليتها تعود مرة أخرى، إستلقى على السرير وحاول النوم لكنه سمع صوت نشيج وبكاء، فتحرك يتفقد أثر البكاء، كان بكاء يبكى، فنسى ما به وقال بصوت جهور: من هنا، من الذى يبكى؟

بينما على جالس فى الصالة يبكى حاله وضعفه تفاجئ بصوت خالد، ظن أن أمره كُشف، لكنه رأى خالد يحرك يده فى كل اتجاه، فأدرك حقيقة خالد وتذكر أن أمه أخبرته هذا الصباح عن الضيف الذى سيحضره أباه وهو كفيف وأوصته وأخته بحسن معاملته؛ فرأى أنه ليس من المروأة أن يتركه ويرحل، فذهب إليه وأمسك بيده وقاله له: أعتذر عمى أن ضايقتك؛ أنا على، نسيت أنك ستحضر اليوم مع أبى

أمسك خالد بيده واصطحبه وجلسا سويا.

-أهلا على لماذا تبكى؟! هل أحد أغضبك؟

فصمت على ولم يتكلم

فحاول خالد أن يتحسس وجه فشعر بدموعه مازالت تتدفق بعد

-أما زلت تبكى على، ربما لا أراك لكن أشعر بما أنت فيه، احكى لى ربما أساعدك

شعر على برحمة خالد.

 هكذا هو حال البلاء يجعلك أكثر شفافية لأن تستشف ألام الأخرين و تبحث لهم عن دواء وفى رحلة بحثك تشفى أنت.

#رواية_البيوت_الامنة

#منى_مهير