لقد مر أسبوع منذ ولادة آروى، تبدو حزينة طيلة الوقت، تبكى باستمرار، الجميع ظنوا أن هذا طبيعى عقب الولادة، لكنها حائرة لم تهتدى لقرار بعد مع زوجها عقب علمها بخبر عودته لطليقته.

كان مالك مازال فى عمله، بينما هالة فى المطبخ تطهى بعض الحلوى، انتهزت آروى أن صغيرتها نائمة وإرتدت ثيابها وذهبت لهالة

-أين تذهبين آروى؟

-أرجوك هالة إعتنى بالصغيرة، أريد أن أخرج قليلا أشعر بلإختناق

 - انتظرى حتى يعود مالك ونذهب سويا

- أريد أن أكون بمفردى، سأعود سريعا، لا تقلقى

    كان المغرب قد أذن ومازال هناك بقية من الشفق مفترشة السماء، فنظرت إليه وسارت تمشى، لم تهتدى لجهة بعينها بعد، لا تريد شئ سوى أن تمشى فقط، ربما تعثر على ضالتها فتهتدى، بعدما كانت السماء صافية، تحولت فجأة وبدئت الغيوم تزاحم بعضها بعضا، ثوانى معدودة وسرى البرق بقوة فى السماء وسمع لصوته دوى يرعد الأذان، ثم هبطت الأمطار غزيرة، لقد ابتعدت كثيرا عن منزلها ولم يكن هناك شئ تستظل به غير  مسجد مفتوح على بعد أمتار قليلة، فأسرعت الخطوات إليه، لم تعتد بالماضى دخول المساجد إلا قليل نادر، دخلت المسجد فرأت نساء يجلسن ويبتسمن، إحداهن تقول للأخرى: إنها تمطر إنها ساعة الإجابة وضمت يدها وأخذت تدعو ثم مسحتها على جسدها .

وأخريات وقفن أمام النوافذ ممتدة أيديهن إلى المطر، ثم دقائق قليلة وسمعت صوت المكبر، إنه الشيخ كان فى درسه، وعندما أمطرت صمت قليلا معطيا البعض الفرصة لأن يبثوا أواجعهم وأحزانهم ويتضرعوا لله داعين أن يفرج عنهم ما هم فيه وأن يستجب لدعواتهم، عاد ليكمل درسه، فجلست آروى تنصت له .

#رواية_البيوت_الامنة

#منى_مهير