في الفترة الأخيرة تعاملت مع الكثير من الأجانب وكنت أصدم عندما يتحدثون عن بلدي مصر ويقولون هل تعيشون في الصحراء؟ ومن يومين سألني شابا أمريكيا هل يوجد فنانون في السعودية هل لديهم فن بالأساس؟ وعندما أجاوب على الأسئلة وأتحدث معهم كثيرا عن ثقافة بلدي وعن الشرق الأوسط وأجعلهم يبحثون أكثر يقولون لي في النهاية نحن فرحون لأنك غيرت الصورة النمطية التي في عقلنا عن هذه البلد أو الشرق الأوسط.

وهذا ما طرحه كتابا هل نولد عنصريين لمجموعة من علماء النفس والأعصاب عن تأثير الصور النمطية سواء علينا أو على الآخرين عنا فحسب تجربة على نساء من أصول آسيوية لحل اختبار خاص بالرياضيات وتم التنويه على أن الاختبار ليحدد من الأفضل النساء أم الرجال فكانت نتائج النساء منخفضة ولكن لما تم تعديل وربط الاختبار بهويتهن العرقية حققت النساء درجات مرتفعة وهذا يعود لأنه من المتعارف عليه تفوق الآسيويين في الرياضيات فمع اختلاف الصورة النمطية تكون طريقتنا في التعامل مع المواقف بطريقة مختلفة.

فكم منا تعرض للحكم عليه بصورة نمطية لا دخل له فيه؟ فنحن أبناء نفس البلد يتم الحكم علينا بسبب الصورة النمطية عن مدينته أو مكان نشأته وكأنها وصمة عار أو دليل على عدم الكفاءة أو سوء الخلق حتى. وأيضا الصورة النمطية عنك من خلال ملابسك ومظهرك الخارجي، فكمْ من أغنياء ومؤثرين لا يهتمون بالملابس والماركات وعلي رأسهم ستيف جوبز الذي نادرا ما تجد له صورة بملابس مختلفة فهو لا يهتم بهذه الصورة النمطية عن أن الأغنياء يرتدون الماركات العالمية فهذه طريقة لكسر الصور النمطية بأن نظهر لغيرنا صورة مغايرة ويكون لنا هدف من هذا التغيير. والسؤال هنا كيف نقضي على الصورة النمطية التي يأخذها الآخرين عنا؟