أتذكر منذ 5 سنوات في أثناء رحلتي شبه السنوية لمعرض الكتاب وفي فترة كان لا يزال لدي اهتمام بريادة الأعمال (كرائد أعمال طموح) وقد سيطرت علي لفترة من الوقت فكرة صناعة لعبة وهنا قابلت بالمصادفة هذا الكتاب بعنوان (التجربة االخيالية) وبعيداً عن الاسم وغلافه الجذاب لكن ما جذبني حقاً هو الصاب تكست: (قصة إنتاج أول لعبة كمبيوتر في مصر) وعندما قمت بتصفحه سريعاً وجدته يتحدث عن قصة فشل وليست قصة نجاح، ولم أتردد لحظة في شرائه، والغريب أنني كان هذا الكتاب من أول اهتماماتي فكنت ولازلت أعتقد أن الكتب الخاصة بتطوير الذات التي تحكي تجارب الفشل هي أفضل بكثير من الكتب التي تسرد تجارب النجاح، ولأنني كنت أنوي صناعة لعبة مصرية ((بمواصفات خاصة)) أو أنوي ذلك فلا يوجد طريقة للتعلم من الأخطاء أفضل من كتاب قام مؤلفه بحكاية رحلته من النجاح للفشل.

تحدث المؤلف مصطفى عاشور عن لعبته التي صنعها في وقت كانت صناعة الألعاب المصرية لا تزال في مهدها وكان من الغريب التفكير في صناعة لعبة مصرية وهو ما فعله بناء لعبة على شخصية (بوحة) التي تلت نجاح الفيلم والمصاعب والتعقيدات التي واجهت الشركة الناشئة والتي قادتهم من النجاح للفشل بداية من تعقيدات البرمجة ونقص الموارد البشرية والمادية وتعنت شركة الإنتاج السينمائي صاحبة حقوق الشخصية من منح حقوق استخدام تجارية للشخصيةبرغم إطلاق نموذج ديمو من اللعبة أكتسح الأسواق .

كتاب ممتع ومحزن به العديد من الدروس، فمع انتشار الذكاء الاصطناعي المتطور في صياغة وكتابة الأكواد المعقدة وتطور اللغات البرمجية ومحركات الألعاب بات من الممكن قيام شركات صغيرة ببناء أفكار ألعاب مبتكرة، ورغم أن تلك الصناعة تحقق أرباح سنوية بمليارات الدولارات لكن لا تزال تعاني بشدة في الوطن العربي ولا يوجد لنا قدرة لتقديم منافسة حقيقية يمكن أن ألخص هذه في أن تلك اللعب تحتاج لميزانية هائلة وومبرمجين على درجة عالية جداً من الخبرة ، كما أن تلك الصناعة لا تحظى بـاهتمام المستثمرين وأصحاب السلطة فلا يتم النظر لسوق صناعة ألعاب الكمبيوتر والموبايل باهتمام، ولا يؤخذ على محمل الجد رغم أن هناك ألعاب تحقق أرباح تعادل ميزانية دول بأكملها ! وبالتالي لا يجد مصممي الألعاب بيئة حاضنة توفر مناخ مثالي لبناء ألعاب بمواصفات عالمية، وهنا أريد أن اسمع منكم عن التحديات والصعوبات التي تواجه صناعة الألعاب التقنية عربيا؟ ما الذي ينقصنا بالتحديد لننافس بهذا المجال؟