أول ما نسمع ترجمة حرفية يتبادر إلى ذهننا ترجمة سيئة ولكن هل هذا صحيح! يقول لويس بورخيس في كتاب حرائق السؤال أن الأفضلية حاليا للترجمة الحرفية وعلى المترجم في إطار ما تمنحه له لغته من إمكانيات أن يسعى إلى الحرفية، وأنه مثلا في اللغة العبرية لا توجد صيغة التفضيل ومن المستحيل أن تقول الأفضل بهذه اللغة لذا من غير الممكن أن نقول الليلة الأحسن بل سنقول ليلة الليالي، وأنه لو قالت شخصية ما في رواية عم صباحا فليس من المنطقي أن تترجم إلى صباح جيد فهذا تغيير في المعنى للنص الأصلي، وعلى الجانب الآخر يرى بورخيس أن الترجمة الأدبية تحتاج إلى فهم النص وأيضا فهم ما يريد أن يقوله النص ولهذا لو سيتم ترجمة قصيدة فمن الأفضل أن يكون المترجم شاعرا بالأساس وإلا كيف له أن ينقل هذه المعاني وبشكل عام فإن الترجمة الأدبية في بعض الأحيان تكون مفتعلة بسبب ما يضيفه المترجم من تغييرات في بعض المعاني فمن خلال الأدب الروسي مثلا يتم ترديد كلمة "السماور" ومن الجيد أن المترجم لا يترجمها ترجمة حرفية بمعنى إبريق الشاي لأنه لو ترجمها سيشعر القارئ أنه يقرأ نص عربي وليس روسي، وفي النهاية يجب أن نترك الأمر بأكمله للمترجم ليقوم بالترجمة بالشكل الذي يراه مناسبا في نقل النص دون الإخلال بمعناه أو حذف أي شيء.
وأنتم ماذا تفضلون الترجمة الحرفية أم الترجمة الأدبية؟ وهل صادفكم ترجمة أدبية كانت مبالغة ومفتعلة؟
التعليقات