كتاب اعرف وجهك الآخر: لماذا نتأثر بالمواقف المؤلمة أكثر من المواقف الجيدة حتى ولو كانت نادرة الحدوث؟

برأيكم ما الأسباب التي تجعلنا نتذكر السيء أكثر من اللحظات الجيدة

عندما يكون السيء أكثر ورصيده أكبر من الجيد.

كلنا نخطئ لأننا بشر، وطبيعي أن يخطئ الآباء أيضا ولكن المفترض أنهم يحاولون تعويض ما نتج بسبب أخطائهم، من الممكن أن تأتي لحظة يصرخ فيها الوالد بشدة ولكن لو كان ما قبلها وما بعدها لحظات أكثر من الحب والعطف والاعتذار عما بدر، سيتجاوز الطفل ما حدث ويتفهم لأن رصيده آباه كبير لديه، لكن لو كانت كل لحظات طفولته قد مرت بالصراخ، كيف ينسى ويتجاوز! كل الجهود المبذولة من رعاية مادية كتوفير طعام أو ملبس أو تعليم هو حق أصيل يجب اعطائه بل من الجحود أن يعامل الآباء ابنائهم وكأن هذا من عليهم أو تفضل منهم وهم من اختاروا انجابهم، وبالتالي لن تعوض الإساءة بالرعاية المزعومة أبدا وهذا هو سبب التشوه و صدمات الطفولة التي يعاني منها أغلب هذا الجيل ويحاول التخلص منها.

 برأيكم ما الأسباب التي تجعلنا نتذكر السيء أكثر من اللحظات الجيدة،

الأحداث السلبية تؤثر بشكل أكبر على مشاعر الإنسان وترك آثار أكبر في الذاكرة مقارنة بالأحداث الإيجابية وهذا

لأن الأحداث السلبية في الغالب ما تثير ردود فعل عاطفية أكثر قوة من الأحداث الإيجابية، وهذا يجعلها أكثر تأثيرًا على الذاكرة ومن جهة أخرى يميل الإنسان إلى التحليل العقلي للأحداث السلبية بشكل أكبر، حيث يبحث عن الأسباب والحلول، وهذا يعزز الذاكرة لهذه الأحداث.

وهل تظنون أن مواجهة الآباء بأخطائهم أمر صحي خلال رحلة التعافي أم أنه تأخر الوقت على تغيير أفكارهم ومعتقداتهم ؟

مواجهة الآباء لأخطائهم أمر غير صحي خلال رحلة التعافي وحتى هذه رحلة التعافي بالنسبة لي هي من المصطلحات الجديدة التي جاء بها علم التنمية البشرية ما علينا فعله في حالة المتابعة مع طبيب نفسي إعادة التأمل في التربية والأحداث التي حصلت لنا وفهم الآثار النفسية وربطها بعملية التطور الشخصي والعلاج النفسي. ممكن نعيد النظر فيها نحن ونستوعبها دون أن نواجه آباءنا لأن عدم وعيهم ممكن يجعل العلاقة تتأزم أكثر لا غير.

مع مرور الوقت، يمكن أن يحدث تغيير في تفكير الآباء ومعتقداتهم، ولكن هذا يعتمد على الاستعداد للنظر في الأمور بشكل صادق والاستفادة من الفرص للتطور الشخصي.

هناك طريقتين نتذكر من خلالهما تجارب ماضينا. إحدى الطرق طوعية. على سبيل المثال، إذا حاولت أن تتذكر ما فعلته في العمل بالأمس، أو ما تناولته على الغداء يوم السبت الماضي. يتضمن ذلك عملية متعمدة ومجهدة نبحث خلالها عن الذاكرة في أذهاننا. الطريقة الثانية هي غير مقصودة وعفوية. هذه هي الذكريات التي يبدو أنها "تتبادر" إلى أذهاننا ويمكن أن تكون غير مرغوب فيها أو تطفلية. واعتقد أن هذا ما نناقشه هنا الذكريات التي تتبادر لأذهاننا بشكل متطفل ودوم إرادة واعية منا يخزن الدماغ الذكريات التي تؤثر على مشاعر الشخص لفترة أطول من الذكريات المحايدة. نحتفظ ب ونستعيد الذكريات السلبية لفترة أطول لأن تلك الذكريات تتسبب في توتر شديد وتذكره مهم جدا للإنسان لتجنبه إذا حدث في المستقبل.

وهل تظنون أن مواجهة الآباء بأخطائهم أمر صحي خلال رحلة التعافي أم أنه تأخر الوقت على تغيير أفكارهم ومعتقداتهم ؟

رحلة التعافي لا تستلزم هذه المواجهة لأن أحيانا تكون آثار هذه المواجهة سيئة خصوصا إذا كان أحد الوالدين نرجسي أو من الشخصيات التي ترفض الاعتراف بأخطائها بالإضافة إلي أن جيل الأباء لم يكن لديه العلم والمعرفة التي لدينا وهناك الكثير منهم لديه خلط بين التربية والرعاية أو كان يستعمل الضرب في تربيته لاعتقاده بأن هذه الطريقة السليمة وأنا هنا لا أبرر وإنما أحاول أن أفهم تفكيرهم

لذلك من الأفضل للشخص أن يتعافي مع نفسه والتخلص من آثار الماضي يكون بأن أوقف سلسلة الأذي ولا أدعها تصل لأولادي هذا هو نجاحي في التعافي

نتذكّر السيء بشكلٍ أكبر لأنه يحمل في أنفسنا أثرًا أعظم. مهما كانت اللحظات الجيّدة عظيمة فأثرها محدود أمام اللحظات السيّئة التي تترك فينا ألمًا كبيرًا. أتعرفين الذّاكرة هي كل شيء، هل محفّز للفرح والحزن والنّسيان جميع التناقضات التي لا تجتمع عادةً, فإن أردنا أن نحظى بلحظات أسى قليلة علينا أن نتعلّم كيف ننسى بسرعة وكيف نتجاوز ذاكرتنا.

بالنسبة لمواجهة الآباء، هذا الأمر لا يجب أن يكون من قبل الأبناء أنفسهم، هذا الأمر قد يتسبب في تفاقم المشكلة وتزايد حدتها مع مرور الوقت، وله أثر سلبي برأيي، لذلك فمن الضروري وجود وسيط يفهم عقلية الآباء ويكون قريبا منهم كي يوصل الفكرة والنصيحة لهم كي يتقبلوها.

لما الانسان يتذكر المواقف السيئة عكس الجيدة ذلك لأن الطفل يظن أن العالم أجمع يعيش على جناح حمامة بيضاء لا كره ولا حقد ولا غضب يدفعك لاذية شخص آخر بدون سبب.

وغالبا يتذكر ذلك لانه والديه لم يفهمانه لما قاما بصفعه مثلا؛ فالطفل لا يفهم لما يتم معاقبته بتلك القسوة من شخصين يكن لهما الحب ومستعد ليدير لهم ظهره بدون أن يخاف من طعنهم له.

يشعر بالخذلان وانه لم يفعل شيء يستحق تلك الصفعة او العقاب القاسي.

بالنسبة لي عندما كنت في سن صغيرة كنت العب مع اخي الاصغر مني و كان ابي يناديني و في مثلك ذلك الوقت كان ينام وفي كل مرة يناديني فيها تعني أن العب بصوت منخفض لكي ينام .

لكن ذلك اليوم كان يناديني فظننت انه كان يطلب مني التزام الصمت كالعادة فصمت و شرعت العب بدون اصدار اي ضجة قد تثير غضبه لكنه وبعد لحظات خرج من غرفة نومه و قام بصفعي ونزف انفي دما لكن لم اشعر بألم الصفعة بقدر الالم الذي شعرته في قلبي .

فهمت من كلامه وهو يقذفني بأنواع واشكال المسبات أنه كان يناديني لكي اجلب له بطانية لانه كان يشعر بالبرد لكن في مناداته لي لم يوضح ذلك و ظننت انه يقصد أن التزم الصمت كما تعودت ان أفهم منه.

مازلت اتذكر ذلك المشهد وكأنه حدث البارحة ولا اخفي اني أبكي احيانا حين اتذكره..

كم كنت اود ان أقول انني لا استحق تلك الصفعة منه لانني لم افهم مقصده وكان من الممكن ان يتحدث بشكل افضل ولا يمد يده وأنه هو المخطئ وكان يتوجب عليه مناداتي واخباري انه يريد بطانية بدلا من لفظ اسمي فقط لكن لم استطع الحديث حينها لانني كنت اعلم انه لن ينصت لي ولن يعطي اكلامي اهتماما بل قد يصفعني مجدداً.

الشعور أنك شخص بدون رأي او قيمة ولم تعطك الفرصة لابداء لرأيك وادراك انك مقموع في وسطك "الأسري" بحد ذاته يجعلك تتذكر الاحداث السيئة اكثر من الجيدة..

وهل السجين يحب سجانه بالرغم من انه يقدم له وجبات الاكل و الشرب؟ لن يخبرك السجين عن مدى اهتمام سجانه به و كبف كان يقدم له وجبات الاكل في إنتظام بل سيحدثك عن الخوف والوحدة والكسرة التي عاشها داخل السجن.

لذلك اي اب او ام صارمة ستبدو كالسجان في عيون اطفالها والسجان لا رحمة له..

يظنون انهم يحاولون ردعك وحمايتك من ارتكاب الأخطاء والاخطار لكن هم بأيديهم يصنعون منك شخص مريض نفسي مقموع و مشاعر مكبوتة لا تستطيع التعبير عنها وتركض خلف النرجسيين بدون وعي منك باحثا عن الحب والاحتواء والرحمة منه .

ما اجمل أن تجعل الرسول والاسلام قدوة لك فالاسلام والرسول صلى الله عليه وسلم لا يحثنا على ضرب الطفل او الإساءة اليه و الله ذو حكمة و الاعتراف بالخطأ والاعتذار مِن مَن ظلمته واسأت اليه .