أقدم قصة كتبها الإنسان، أوديسة العراق الخالدة (ملحمة جلجامش)

إنها الأوديسة البابلية، تلك التراجيديا الإنسانية التي تتناول حتمية الموت على البشر حتى على (جلجامش) الذي تكون ثلثه من مادة الآلهة، والثلث الآخر من مادة البشر التي حتمًا ستفنى.

ذكر محمود درويش بإحدى نصوصه عن ملحمة جلجامش وهو يُخاطب أنكيدو :

"أنكيدو.. خيالي لم يعد يكفي لأكمل رحلتي، لا بد لي من قوة ليكون حُلمي واقعي"

نحو سبيل ما يريده الإنسان توجد عقبات كثيرة تقابله، صراعات الحياة ومآسيها التي نشعر أحيانًا أنها ووُجدت كي تُنهينا، بالبطع كلٌ منّا يواجه ذلك حسب خبرته وتجربته الشخصي ولكن هناك عامل مشتركٍ بين الجميع وهو الوصول إلى ما يريد.

هناك من ينظر لأحلامه التي قابلتها الكثير من المشاق والعرقلة ببؤس شديد وكأنه يودعها، وهذا ما قد تم إخماد حماسه بالمواقف السيئة التي يواجهها وهو ينظر إلى بعضها وربما لا يُحاول من أجل البعض الآخر.

كما أن هناك من ينظر لما يريد كالممزقة ملابسه ولكنه ما زال يحاول.

تُعلمنا الحياة أشياء كثيرة ولكنها لن تمنحنا ما نريد إلا بالسعي، ولن يصيرَ المرءُ سعيدًا إلا بتقبله لذلك السيناريو الذي طالما سنقابل فيه ما يزعجنا وما يُحزننا وما يجعلنا البعض نادم على ما حدث اللحظة الماضية، فهي لا تعطي دروسًا بالمجان.

فعلى من يريد تحقيق ما يريد أن يُكملَ حتى لو قام بتلميع أسلحته بالدموع التي تنزرف من قسوة الحياة عليه.

على الإنسان أن يتقبل ما أخذته منه الحياة بعدما أعطته له من قبل أم يُجادل معها كي يأخذه من جديد، أم يترك ما مضى ويحافظ على ما تبقى له؟