لكنود.

تأليف : د. إسلام جمال.

أول 10صفحات

في هاته الصفحات جرنا الكاتب إلى تفاصيل صغيرة لم نكن نُكِنُّ لها الاهتمام و لا نعير لها الإنتباه ، وتغير بسيط في هاته التفاصيل كفيل بأن يجرنا من حياة عادية و بسيطة من وجهة نظرنا إلى حياة صعبة و عسيرة علينا ،

فبذكر حالة مرضية تسمى الجاثوم عاشها الكاتب و بوصفه تغيرات حالته النفسية أثناءها يمكننا إدراك كم من نعمة أنعم الله بها علينا و لم نشكره و نحمده فيها كفاية "ولن نستطيع شكره كفاية ففضله جل في علاه علينا كبير جدا جدا" فبفقدان الكاتب لكل قدراته الحركية و الصوتية و كل حواسه ماعدا سمعه عاش الكاتب دقائق معدودة في حالة من الرعب و الهلع وهو يتصور حياته بدون تلك القدرات و النعم "ولكم أن تتصوروا ذلك" فصارت أيامه التي كان يراها عادية و مملة والتي كان لا يطيقها ويراها جحيما أماني و أحلام، و ما أن انتهى الجاثوم ،مس الكاتب حالة الرضا الكبيرة

و غمرته سعادة لم يصاحبها في حياته ،و تلك الأيام العادية صار كل صباحها ميعادا لميلاد من جديد فيرى فيها نعما لا يراها فيما سبق

"فاللهمَّ لك الحمد على العافية، ولك الحمد على كلّ نعمةٍ أنعمت بها علينا"