إذا كان الكتاب متاحًا بالعربية وبترجمة جيدة، فلا حاجة لقراءته باللغة الأجنبية

قد يستخدم كلمة "لم يلبسا قط" لكن الأفضل والأجمل "لم ينتعلا"

فكرة ترجمة كتاب بصراحة أجدها بالأصل هي بمثابة ترجمة ثقافة بأكملها. نقل ثقافة إلى ثقافة. وقعت ذات مرة في كتاب ترجمته كانت أسوأ ترجمة رأيتها في حياتي لدرجة أنني لا أتذكر اسمه!

المترجم حين يعتبر نفسه ناقلًا للكلمات والمعاني فانسي أن تستمتعي بما تقرأينه. على المترجم أن يعتبر نفسه ناقلًا لثقافة، وعليه أن يكون متمكنًا من الثقافتين معا ليتمكن من التحويل بينهما. إنه عمل شاق فعلًا، ولكن لحسن الحظ أن بعض المترجمين يتفوقون على الكاتب الأصلي في التعبير.

أقرأ حاليًا كتابًا اسمه "متعة أن تكون بالثلاثين"، وأرى أن المترجمة أدت فيه واجبها على أكمل وجه، ولو كنت قرأته بلغته الأصلية لما وصل إليّ بهذه العمق وتلك الروح ولما أثر بي بهذا الشكل.

وأحيانا تكون الترجمة سيئة أو لم توصل لي المعنى بشكل كامل وخاصة بالشعر حينما يترجم يفقد جزء كبير من معناه وأتذكر أنني قرأت الأرض اليباب ل ت. س. إليوت بأربع ترجمات للغة العربية ولم أرضى عنهم وفي النهاية قرأت النص بالإنجليزية وفهمته بشكل أكبر وأوسع وأسهل.

بالفعل ...اتفق معك في هذا .

الترجمة لا تعتمد على مجرد كون النص منقول للعربي بل الامر يعتمد على المترجم ومستواه وخبرته ومدى تمكنه وقراءته في مجال ترجمته واذا كان يترجم نص فكري يجب أن يكون لذيه اطلاع جيد على نصوص الكاتب الاخرى بحيث يكون لذيه قدرة على فهم عميق للمشروع الادبي والفكري الكامل للكاتب، لان النص ماهو إلا قطعة صغيرة من احجيته.

مع الاسف تقدم ترجمة الهواة في كثير من الاحيان نصوص مشوهة خصوصا في المجال الفلسفي والادبي، لذلك لابد من اختيار المترجم بعناية او الرجوع للنص الاصلي بلغته الام .

فلو كانت الترجمة جيدة وصحيحة ودقيقة فأنا أفضل العربية بشكل واضح ما دامت لا أريد أن أحسن اللغة في هذه الحالة.

ولكن هناك نقطة سلبية وحيدة تخطر ببالي، وهي أن الترجمة قد تكون جيدة ولكن ماذا بشأن الدقة؟ كيف سنحكم عليها؟

كيف سنحكم أن المترجم نقل جميع الأفكار ولم ينقص منها شيئًا؟ بصراحة هذا الأمر مخيف جدًا، ويعتمد على أمانة المترجم وحسب.

ربما أنتِ تقولين هذا فاطمة لأن الإنجليزية كانت مجال دراستك تقريبًا؟