إن أكثر ما يلفتني في كتب مصطفى محمود هو قدرته الرهيبة على فهم الإنسان وأمراضه، فهو الطبيب الذي تخلى عن الطب من أجل الأدب كما يصفه الكثيرون، فقد وجد وأخيراً بأن طريق الإنسان للشفاء الروحي والنفسي هو توحيد الله والامتثال لأوامره.

في أحد كتبه الشهيرة توقفت كثيراً عند عبارة شهيرة للكاتب:

" لا تحاول تحسين صورتك لأحد. كلنا عاديون جداً في نظر من لا يعرفنا، مغرورون في نظر من يكرهنا، جيدون في نظر من يعرفنا، رائعون في نظر من يحبنا.”

لقد استوقفتني هذه العبارة لأنني تذكرت صديقتي في المدرسة عندما أخبرتني في يوم من الأيام: "يجب أن تتغيري حتى نبقى صديقات، وإلا فلن أكون صديقتك بعد اليوم" ، لم تكن تتقبل شخصيتي لأنني عفوية جداً، ربما كنت لا أملك الوعي الكافي في ذلك الوقت للاكتفاء بنفسي وتقبلها كما كانت، فحاولت جاهدة تغيير نفسي من أجل المحافظة على صداقتها، وفي النهاية خسرت نفسي وخسرت صداقتها أو للتوضيح لم أخسر صداقتها بل هي أرادت ذلك

أقف الآن مع ولادتي الجديدة، التي علمتها الكتب والمواقف الكثير من الأمور، فأنا الآن أتقبل نفسي كما هي، وعندي مبدأ لا أتنازل عنه، فلا يهمني ما يقوله الآخرون عني.

ماذا عنكم؟ كيف تتعاملون مع الأشخاص الذين يسئون الظن بسلوككم، هل تحاولون تحسين صورتكم أمامهم، وتغيير نظرتهم لكم، أم أنكم تتتفقون مع الكاتب في مقولته، وتتصرفون على طبيعتكم دون محاولة لفت انتباه أحد ليراكم بشكل أفضل